حينما هاجر المسلمون من مكة إلى المدينة فرارًا بدينهم، استولى المشركون على أموالهم وبيوتهم ظلما وعدوانًا، ولمَّا سَمِعَ النبي الله بقدوم قافلة لكفار قريش مِنَ الشَّام، بقيادة أبي سفيان بن حرب، أراد النبي ﷺ أَنْ يُقَدِّمَ رسالةً لقريش وغيرها أنَّ المدينة لم تعد ممراً مفتوحًا، وإنما أصبحت دولة ذات سيادة وعلى الجميع أن يحترم ذلك، إضافةً إلى استرداد ما استولت عليه قريش من أموال المسلمين، من العام الثاني للهجرة النبوية، فأرسل رجلا إلى قريش؛ فتأهبت قريش وتهيأت لقتال المسلمين في جيش بلغ قرابة ألف مقاتل، وقام بتغيير خط سير القافلة نحو البحر فنجا بها، وبعث إلى قريش يخبرها بذلك، لكن أبا واستشار أصحابه في قتالهم أو العودة، فأيدوه على قتالهم، وسار بالمسلمين حتى وصلوا قريبا من بدر، فأشار عليه الصحابي الحُبَابُ بْن المنذر الله بالنزول إلى أقرب بئر من قريش؛ للسيطرة على الماء والتحكم فيه، وأَخَذَ يسوي صفوف الجيش، ويحثهم على القتال والثبات في أرض الميدان، حتَّى حَمِي وكان على شده، قال قال على علي بن أبي . يومئذ بأسا»(۱)،