كانت اإلمبراطورية الرومانية حتتكم يف عالقاتها الدولية ملبدأ ’’القوة ولذلك جندها تفضل استخدام القوة يف عالقاتهااخلارجية بدال عن االستعانة بالدبلوماسية.وعلى الرغم من اعتمادها على مبدأ القوة، دخلت اإلمبراطورية الرومانيةيف حتالفات ومعاهدات مع الدول التي تسيطر عليها، وذلك مبنحها نوعا منأما يف عالقات اإلمبراطورية بالدول املستقلة املطلة على البحر األبيضاملتوسط فكانت أقرب ما تكون إلى العالقات التي كانت بني مختلف املدن حيث كانت تنظر إلى املعاهدات كنظرتها إلى العقوداملبرمة يف ظل القانون اخلاص من حيث شروط التكوين وأركان الصحةوملا ضعفت اإلمبراطورية الرومانية وأصابها الوهن انقسمت إلى دولتنيعام :395 اإلمبراطورية الغربية )روما( واإلمبراطورية الشرقية )بيزنطة(،وسرعان ما انهارت اإلمبراطورية الغربية حتت تأثير الهجمات اخلارجية476 أما اإلمبراطورية الشرقية فظلت صامدة إلى حني سقوطها عام1453 وخالل هذا األمد حتولت السياسة اخلارجية لبيزنطة من سياسةعسكرية محضة إلى سياسة دبلوماسية تقوم على املبادئ التالية: إضعاف القبائل والشعوب املجاورة لها بنشر الفرقة بينها وإثارة شراء صداقة تلك القبائل والشعوب باملنح والعطايا؛ نشر الديانة املسيحية بني أكبر عدد ممكن من أهل تلك الشعوبولتحقيق هذه السياسة أنشأ أباطرة بيزنطة ديوانا خاصا يتولى الشؤون وعضدوه بعدد من املبعوثني الدبلوماسيني،األساسية تتمثل يف إعداد تقارير عن األوضاع الداخلية يف البالد التي وبذلك تكون بيزنطة قد طورت جانبا جديدا يف العمل فبعد أن كانت مهمة الدبلوماسيني مقصورة على إعالن وجهة تطورت وأصبحت تشمل أيضا استقصاء أسرارّ البالد املوفدين لديها والتعر َ ف على مواطن الضعف والقوة فيها.