المحاضرة الثالثة تتناول فروع الأنثروبولوجيا، علم واسع يهتم بدراسة الجنس البشري بجميع أبعاده، رغم تداخل اهتماماته مع علوم أخرى كعلم الأحياء وعلم النفس والتاريخ وعلم الاجتماع. من أهم فروع الأنثروبولوجيا: أولاً، الأنثروبولوجيا الثقافية (أو الاجتماعية): تدرس الثقافات والمعتقدات وممارسات الشعوب المختلفة، والتنظيم الاجتماعي المعرفي للجماعات البشرية، وكيف يشكل الإنسان العالم المادي والاجتماعي من حوله، وتتبع نمو وتطور المجتمعات والثقافات الإنسانية، سواءً القديمة أو المعاصرة، للكشف عن استجابات البشر للبيئة المادية ومحاولاتهم للعيش والتفاعل. ثانياً، الأنثروبولوجيا البيولوجية (الطبيعية/الفيزيائية): تدرس البشر كائنات بيولوجية في إطار التطور، وتركز على التفاعل بين البيولوجيا والثقافة، مستخدمة الحفريات وملاحظة الرئيسيات لفهم تطور الإنسان. ظهرت الأنثروبولوجيا الفيزيائية في القرن التاسع عشر نتيجة الاهتمام بأصول وتطور الإنسان، ما أدى إلى نقد النموذج التراثي.