محاضرة الخامسة: الظواهر الديموغرافية الكبرى يعرف الحدث الديموغرافي بأنّه كل حدث يمكن أن يؤثر على عدد السكان (حجمهم)، وعند تكرار هذا الحدث يمكن أن ينشأ منه ما نسميه «الظاهرة الديموغرافية»، ويمكن لأي من تلك الظواهر أن تتفرع إلى ظواهر فرعية فمثلا يمكن أن تتفرع عن ظاهرة الوفاة العامة ظاهرة وفاة الأطفال، يمكن النظر إلى الظواهر الديموغرافية من عدة أوجه نذكر منها: أ‌- الظواهر المدروسة والظواهر المشوشة: عندما ندرس ظاهرة ما كالزواج مثلا ظاهرة مدروسة لا نستطيع التحكم في ظاهرة ثانية يمكن أن تؤثر في النتائج كالوفاة، ت‌- الظواهر المتكررة والظواهر غير متكررة: الظواهر المتكررة هي التي يمكن للفرد أن يعيشها أكثر من مرة كالزواج، والهجرة بينما الظواهر غير متكررة لا يتعرض لها الفرد إلا مرة واحدة كالوفاة، عرض للظواهر الديموغرافية الكبرى وأهم مقاييس ومؤشرات قياسها: ولا يبدو أثرها في تغير حجم السكان فقط بل في تركيبه كذلك (المجتمع الفرنسي شائخ والمجتمع الجزائري شبابي ) خاصة التركيب العمري حيث ترتبك الوفاة بمستوى التعمّر والذي يلقى التحكم في الوفيات قبولا أكثر ممّا يلقاه التحكم في الخصوبة، ويرجع ذلك بالدرجة الأولى إلى التقدم الطبي بنوعيه العلاجي والوقائي الذي بدأ في أجزاء قليلة من العالم ثم لبث أن إنتشر إلى بيقاع واسعة من أرجاء الكرة الأرضية وبعد الانخفاض في الوفيات من العوامل الرئيسية التي أدت إلى ظاهرة الإنفجار الديموغرافي والتي تعد أهم ملامح التاريخ البشري الحديث خاصة الدول النامية بعد الحرب العالمية الثانية ويمكن الحكم على مستوى الوفيات السائد في أي مجتمع عن طريق بعض المقاييس المرتبطة والتي تستنج معدل الوفيات الخام، أم لفظ خصوبة في الديموغرافيا فيطلق عليها للدلالة على ظاهرة الإنجاب في أي مجتمع سكاني والتي يعبر عنها بعدد المواليد الأحياء وينبغي التمييز بينها وبين القدرة على التوالد وهي التي يقصد بها القدرة الفيزيولوجية على الإنجاب ، ويمكن المحقق من الخصوبة بواسقة إحصاءات المواليد إلا أنّه لا يستدل منها القدرة على التوالد أو الخصوبة الفيزيولوجية أو كما تسمى بالخصوبة الحيوية والتي لا يوجد لها قياس مباشر ، ويعرّف الزواج على أنّه علاقة جنسية ومحضرا اجتماعيا عند شخصين أو أكثر بين جنسين مختلفين ويتوقع أن يستمر لمدة أطول من الوقت الذي يتطلب في عملية حمل وإنجاب الأطفال ، والزواج هو مؤسسة اجتماعية أو مركب من المعايير الاجتماعية ويحدد العلاقة بين المرأة والرجل ويعرض عليها نسقا من الالتزامات والحقوق المتبادلة الضرورية لاستمرار حياة الأسرة، ويقوم الزواج من الناحية البيولوجية استجابة للحقائق المتعلقة بالإنجاب البشري وتربية الأطفال واعتمادهم لفترات طويلة علة والدهم وحاجتهم إلى العناية الأبوية باستمرار. إنّ أهم ما يميز الزواج البشري هو ارتباط الزواج بالأمومة ويتحذ الزواج في المجتمعات البشرية أشكالا وصورا متعددة يكون أحاديا أو متعددا. ومن جهة أخر سن الزواج عند الافراد وكيف يؤثر على مستويات الخصوبة خاصة لدى النساء المتزوجات إذا تزوجن في سن متقدمة جدا(زواج القاصرات) ، أو تأخرن في الزواج( عنوسة ) وعليه نجد ان مؤشر سن الزواج يؤثر بالضرورة على مستويات الخصوبة للمرأة ومن ثم على عدد المواليد التي يكمن أن تنجبهن وعليه كما ئكرنا سابقا أنّ المواليد هي العامل الأساسي المؤثر على نمو السكان. 4-الهجرة : مفهوم الهجرة وتعريفها ، الهجرة ظاهرة كونية لا تقتصر على بني البشر فالطيور والأسماك وغيرها من الكائنات تهاجر من مكان لآخر وتعد الهجرة البشرية ظاهرة ديموغرافية واجتماعية قيمة جدا لازمت الإنسان منذ ظهوره على وجه الأرض، تعريفها: يعرف المنجد الديموغرافيا ثلاثي اللغات للأمم المتحدة «الهجرة مجموعة التحركات التي تكون نتيجتها تغيير مكان السكن للفرد ما من مكان ما يسمى نقطة انطلاق إلى مكان يسمى نقطة وصول» بالاعتماد على هذا التعريف يمكن القول أنّ الهجرة هي انتقال أو تحرك السكان من مكان لآخر أو منطقة جغرافية لأخرى. ماهي الهجرة ؟ هي تغيير دائم او شيه دائم في مكان الإقامة بدون تحديد مسافة الإنتقال سواء كان إختياريا أو إجباريا، الهجرة ظاهرة جغرافية يتميز بها السكان على مر العصور تعكس ركبة السكان في مغادرة منطقة ما تصعب معيشته فيها إلى منطقة أخرى يعتقد بالإمكان العيش فيها بصورة أفضل وأحسن ، وليس في الهجرات الدولية بل في الهجرات المحلية الداخلية كذلك وعليه فالدوافع للهجرة قد تكون متشابهة يجمع بينها عدم الرضا عن البئية الأصلية للمهاجرين ممّا تحفزهم إلى الإنتقال نحو بيئة أكثر ملائمة ، للهجرة أنماط متعددة يتميز كل منها بخصائص ديموغرافية خاصة إذا كان يقصد بها عموما الانتقال الجغرافي من منطقة لأخرى وهي تنقسم إلى قسمين من حيث الدوام والاستمرار وهما الهجرة المؤقتة والهجرة الدائمة، وتيارات الهجرة تأخذ اتجاهات مختلفة على رقعة الدولة وينظر للعوامل الاقتصادية على انّها أكثر المؤثرة في الهجرة جذبا وطردا ، وتعد الهجرة من الريف إلى الحضر أهم مظاهر الهجرة الداخلية خاصة في الدول التي أخذت بأسباب التنمية الصناعية حيث دفع بأعداد كبيرة من السكان الريفين إلى الاتجاه نحو المراكز الحضرية والتي غالبا ما تكون مراكز رئيسية للصناعة. أو تطلعا أحسن في الحياة أو غيرها وقد عرفت الهجرة الدولية موجات كبيرة ومختلفة عبر مختلف الأزمنة والأمكنة ولازالت حتى الآن من المسائل التي تشغل بال المجتمعات وبدأت تمس القوانين التي تنظمها إما بالتحديد أو المنع وتعين أصناف المهاجرين الذين يمكن قبولهم.