السيطرة على الإعلام يواجه الإعلام الجنيد عدداً من المشاكل التي يبدو أنها سوف تتفاقم في المستقبل وتحدٌ من فاعليته. بل وقد يترقب عنها بعض النتائج السلبية التي تتنافى مع رسالة الإعلام الأساسية؛ وهي نشر المعرفة على أوسع نطاق؛ إن أهمْ هذه المشكلات؛ هي الميل المتزايد على الإعلام؛ لتحقيق مصالح خاصة؛ عن طريق امتلاك وسائل الإعلام» وتركيز هذه الملكية؛ عبر البرامج الموجهة؛ وإمّا في أيدي الدولة ؛ كما هو الشأن في كثير من مجتمعات العالم الثالث» وتسخيرها لخدمة السلطة بكل ما يقتضيه ذلك من تقييد لحرية الرأي والتدخل في حيادية الأخبار. وقد تلجأ الدولة تحت ضغط بعض الأوضاع الداخلية أو الدولية؛ إلى خصخصة وسائل الإعلام؛ ولكن ذلك يحمل معه مخاطر تحكم رأس المال في توجيه السياسة الإعلامية؛ وتدعيم قوة الشركات الكبرى في مجالات الإنتاج الإعلامي الموجه؛ أو حتى إخفائها كلية؛ تبعاً لمصلحة الجهات المالكة؛ إذا كانت هذه الأخبار تتعارض مع مصالح تلك الهيئات أو الشركات. ولذا يتخوف الكثير من تراجع بعض جوانب الإعلام الجادة أمام هجمة البرامج السطحية التي تخاطب الغرائزه وليس العقول والأذهان. وهذا أمر واضح الآن في أفلام السينما تحت دعوى السينما الواقعية؛ وفي الصحافة التي أصبحت أكثر ميلا إلى الإثارة. فالخوف إذن هو أن يصبح الإعلام الجديد أداة لنقل وتوصيل رسائل ة الراقية؛ والفكر المتفتج المستنيره والقيم الرفيعة؛ وأن يوجّه خطابه إلى مُمالًأة الجماهير التي ينقصها الوعي - ببشكلات العصر وانعكاساتها على المجتمعات التي تعيش فيها ؛