#هذا_الحبيب « ١٣٤ » السيرة النبوية العطرة (( مقدمة غزوة بدر الكبرى )) كاملة عقد صلى الله عليه وسلم سرية وهي آخر السرايا وهي مقدمة لغزوة عظيمة كلنا يعرفها {{ غزوة بدر الكبرى }} الآن نحن بعد الهجرة {{ سنة و ٧ أشهر }} إستعد صلى الله عليه وسلم فيها لمواجهة قريش كلها في غزوة بدر الكبرى هكذا الذين ضاع حقهم ، لأن قريش أخرجتهم بالقوة فعلم النبي صلى الله عليه وسلم ، أن قريش لا تتأدب وترجع عن ظلمها إلا بالقوة . وهكذا أمرهم الله وبرمج لهم { وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة }} __________________________________ وكانت سرية {{ عبدالله بن جحش }} رضي الله عنه ، يكون ابن عمة النبي صلى الله عليه وسلم هذه السرية مقدمة لغزوة بدر _______________________________ عقد صلى الله عليه وسلم لواء لثمانية رجال في رجب {{ ٨ رجال من المهاجرين فقط }} ولم يضع لهم صلى الله عليه وسلم الجهة لأنها بدأت طوالع الجد الآن _______________________ فقال لعبدالله بن جحش [ أمر كاتب أن يكتب له وأغلق الكتاب والصحابة مؤتمنون]] وقال له :_ تسير من المدينة يومين ، لا تفتح الكتاب حتى إذا قطعت السير يومين عن المدينة ، إفتح الكتاب وأنظر أمري فيه [ هل رأيتم كيف يعلمهم السر والكتمان في القتال ، حتى لا تعلم قريش ، فعدد السرية قليل وقد شاع نفاق المنافقين وأصبح اليهود يتعاطفون مع قريش ]] فأخذ صلى الله عليه وسلم يعلمهم السياسة وقد قلنا من قبل السيرة منهاج حياة من أراد أن يفقه الناس في دينهم {{ فمن السيرة}} فكلها أحكام تشريعية من أراد أن يعلم الناس العقيدة {{ فمن السيرة }} ومن أراد أن يعلم الناس تربية الرجال {{ فمن السيرة}} ومن أراد أن يعلم الناس السياسة وكيف يخاطب المسؤولين {{ فمن السيرة }}كلها سياسة من أراد أن يعد للجهاد والقتال {{فمن السيرة }} فالسيرة منهاج الحياة كلها الترجمة العملية لهذا الدين ممثلة بسلوك النبي وأخلاقه صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام _______________________________ مضى عبدالله بن جحش مع {{ ٨ رجال }} هو واحد وأصحابه ٧ = ٨ رجال حتى إذا خرج من المدينة بإتجاه مكة ومضى يومين فتح كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم . إذا قرأت كتابي ونظرت ما فيه فإنزل نخلة [[ ونخلة على أطراف مكة يعني قريب يدخل مكة]] فإنزل نخلة وارقب لي قريش ، ما من قريشي رجل أو إمرأة يملك درهم وما فوق إلا ساهم في هذه التجارة ]] قال :_ إمضي إلى نخلة ، فلما قرأ عبدالله كتاب النبي صلى الله عليه وسلم قال :_سمعاً وطاعة يا رسول الله ثم قرأ الكتاب على أصحابه وقال :_ رسول الله يخيركم وليس أنا فمن شاء فليمضي معي ومن شاء فليرجع فقالوا جميعهم :_ نمضي لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ومضوا وكانوا في الطريق كل إثنان معهم بعير [[ يعني الثمانية كان معهم 4 جمال فقط]] فكان سعد بن أبي وقاص ورجل آخر ، يركبون بعير واحد وفي ذات ليلة أضاعوا البعير فلما ذهبا يبحثان عن البعير أضاعوا الركب، فضاعت البعير وضلوا طريقهم عن عبدالله بن جحش ومن معه _____________________________ فمضى عبدالله بن جحش ومن بقي معه بقي معه خمسة هو السادس فصار عددهم {{٦ رجال }} مضى عبدالله ، ينفذ أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ونزل نخلة فكانت قافلة لقريش فجاءت القافلة فيها الخير الكثير ، ورجالها قليل [ والسبب لان اليمن قريبة لا تحتاج لجيش يحرسها ]] وكان أمير هذه التجارة رجل من قريش إسمه { عمرو بن الحضرمي }} __________________________________ فلما وصلت التجارة نظر الصحابة وتحيروا ماذا نفعل ؟!!!! هل نهاجمها ونأخذها ؟؟ فأموالنا فيها ثم قالوا :_أين نحن من رجب ؟؟؟ [ فكانت الليلة الأخيرة من رجب . فإجتهدوا هل غداً شعبان أم تتمت رجب ؟ فراقبوا الهلال ، فغم عليهم [[ لأن الطقس كان غائماً وماطراً فكان الموسم شتاء ]] فغم عليهم من الغيوم فلم يعلموا هل الليلة آخر رجب أم أنه أول شعبان ؟؟ والعرب لم تكن تضع التقويم بالشهر كانوا يراقبون الهلال إما الشهر القمري يكون[[ ٢٩ أو ٣٠ ]] يوم __________________________________ فإجتهدوا ، قالوا :_ إذاً لا بأس أن نغزو القافلة وكان عدد رجال قريش في القافلة {{ ٦ رجال فقط }} وعدد الصحابة ايضا {{ ٦ رجال }} حتى لا يقولوا الكثرة تغلب الشجاعة فكان {{ ٦ مقابل ٦ }} فإجتهدوا وأغاروا على القافلة وأسرع رجل من الصحابة ، وأخذ سهم وزرعه في كبد عمرو الحضرمي فقتله فكانت أول {{ غنيمة للمسلمين }} من قريش واستطلعوا الاخبار وهي في طريقها لمكة قد تصل في رمضان أو نهاية شعبان ، وبما انها قادمة من الشام لا بد لها ، ان تمر من اطراف المدينة المنورة فرجع الصحابة ، للمدينة وعددهم {{ ٦ رجال }} واعتقدوا ان سعد بن ابي وقاص وصاحبه ، سألهم النبي صلى الله عليه وسلم أقاتلتموهم في رجب أم قاتلتموهم في شعبان ؟ كما قلنا رجب من الاشهر الحرام فتبين أن اليوم الذي قاتلوا فيه آخر يوم في رجب لا يأخذ منها درهما واحد وأمسك بالأسيرين ___________________________________ ومكارم الأخلاق أرايتم يا عرب ما فعله محمد ؟؟!!!! أشاعوا العيب على النبي صلى الله عليه وسلم تعتبر عند العرب جريمة ، مش جريمة طردوهم من مكة ، أليس هذا واقعنا اليوم مع ملة الكفر وزمرة الهمل من العرب ؟؟ أليس هذا واقعنا ]] وثقل على النبي صلى الله عليه وسلم كلام قريش كيف يقاتل في الشهر الحرام _________________________________ فأوقف العير صلى الله عليه وسلم فقال لهم صلى الله عليه وسلم :_ حتى يرجع صاحيبينا سعد بن أبي وقاص وصاحبه [ لا نخلط الأمور قاتلنا في الشهر الحرام إثم نحاسب عليه . أما في إثنين منا غايبين ويقال أنهم عندكم اذا عادوا الاثنين نرجع لكم أسراكم ]] وأنهم فقط قد ضلوا في الطريق وأضاعوا البعير فرجعا مشي على الأقدام إلى المدينة ________________________________ إلى قريش أننا نقبل فداء الأسيرين فما أن تحركوا في فداء الأسيرين لبعد المسافة بين مكة والمدينة لا يتم هذا في يوم واحد كان يذهب مرسال إلى مكة ، ويشفع للصحابة الذين قتلوا {{ عمرو الحضرمي }} الله عزوجل ، سبحانه ، يشفع لهم ويدافع عنهم أنزل الله على نبيه [[ وما دام القرآن ينزل خلص لا إجتهاد في مورد النص ، إذا قال الله انتهى الكلام والجدال ]] _______________________________ قال تعالى { يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ ۖ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ ۖ وَصَدٌّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِندَ اللَّهِ ۚ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ ۗ وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىٰ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا ۚ وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَٰئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۖ وَأُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ }} هذه الاية الاولى مين غيرهم المغضوب عليهم{{ يهود }} وقع محمد في ورطة يا محمد دينك يبيح القتال في الأشهر الحرم أليس دينك دين إبراهيم من الذي حرم هذه الأشهر عملوله إياها للرسول قصة ]] فأنزل الله يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه [هل يجوز القتال فيه ]] قل قتال فيه كبير قل قتال فيه كبير وصد عن سبيل الله [[ومنع قريش المسلمين أن ينشروا دين الله ]] أكبر عند الله والفتنة أكبر من القتل [عندما فتنونا في ديننا هذا الأمر أكبر عند الله من قتل رجل واحد وإنتوا يا يهود بتروجوا للفتنة إنتوا المغضوب عليكم اللي ما بتآمنوا بكل تشاريع الله إنتوا أهل الفتنة والمكر والخداع ]] __________________________ الآن أنظروا في الآية الثانية لحكم الله في المسألة { إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَٰئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللَّهِ ۚ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }} إن الذين آمنوا والذين هاجروا [ خروجهم وتعطيهم كتاب ما بعرفوا ايش فيه]] أولئك يرجون رحمت الله [خايفين الآن لأنهم غلطوا وقاتلوا في الشهر الحرام]] أولئك يرجون رحمت الله والله غفور رحيم غفرت لهم إنتهاك الشهر الحرام ، تمام قاتلوهم أينما كانوا ]] إنه الله ربنا وخالقنا وحبيبنا جل جلاله ففرح المؤمنون بهذا الخطاب الإلهي _______________________________ ووصل وفد قريش من أجل الأسيرين ومضوا وكان أحد الأسيرين يكتم إيمانه وعندما علم أن قريش ستفديه ، فلما تم الفداء وخرج مع قريش وقف على باب المسجد وقال لهم :_ أين وجهتنا قالوا :_ إلى مكة [ رسول الله ؟؟ !! بتقول رسول الله هي بدعة عند قريش هذا إسمه محمد ]] ودخل المسجد ، فساء ذلك قريش ورجعوا بأسير ، وأخذ صلى الله عليه وسلم يعد نفسه لإستقبال عير قريش القادمة من الشام عيرها الكبرى التي عليها بدأت معركة بدر وليس الهدف كان مادياً وسنعلم هذا الشيء في معركة بدر الكبرى ______________ #الأنوار_المحمدية ________________ #هذا_الحبيب « ١٣٥ » ____________________________________ من كل هذه الغزوات والسرايا التي ذكرناها من قبل ؟ هل كانت كل هذه السرايا والغزوات ، وغزوة بدر التي سنذكرها ، من اجل ان يسترد صلى الله عليه وسلم بعض الأموال ؟؟ الهدف الحقيقي من هذه الغزوات والسرايا ، والهدف من غزوة بدر بعد ذلك هو ان الرسول صلى الله عليه وسلم أراد أن يفرض ما نسميه اليوم {{ حصار اقتصادي على مكة }} وأراد ان يستفز قريش ويحاربها النبي كان يقصد استفزاز قريش لعدة أسباب __________________________________ ١__ أن قريش تحتل مكة ، بلد الله الحرام ، وهناك من يطوف بالبيت عريانا، وكل هذه أوضاع، ولا يمكن أن يسمح الرسول صلى الله عليه وسلم باستمرارها ___________________________________ ٢_ ان الكعبة وبيت الله الحرام ملك للمسملين ويجب أن تكون تحت حكم المسلمين ، وهذا هو أهم أسباب سعي الرسول صلى الله عليه وسلم لحرب قريش _____________________________________ ٣_ أن قريش تمنع المسلمين من زيارة بيت الله الحرام أو العمرة أو الحج وهي تستغل هذه المكانة في الدعاية ضد المسلمين ، كما تستغلها في تخويف العرب من الإنضمام لمعسكر المسلمين، ومن ثم أصبحت قريش هي العائق الأول للرسول صلى الله عليه وسلم ، نشر الرسالة في الجزيرة ثم في العالم بعد ذلك لان رسالته {{ للناس كافة }} _______________________________ ٥_ ان قريشا قد تفكر في مهاجمة المسلمين في المدينة، فلذلك من الأفضل أخذ المبادرة ، عملا بالقاعدة العسكرية المعروفة {{ الهجوم خير وسيلة للدفاع }} ________________________________ وتعذبهم وتفتنهم عن دينهم، الى جانب وجود بعض المستضعفين من المسلمين الذين يكتمون ايمانهم ______________________________ { النبي القائد }} فكانت كل هذه الغزوات والسرايا ، من أجل رفع هيبة المسلمين بين القبائل المحيطة بالمدينة فكانت هذه السرايا والغزوات أفضل تدريب للمسلمين على الغزو والقتال، أو القيادة المدنية في المدينة حين خروج الرسول صلى الله عليه وسلم بنفسه للغزو ______________________________________ قبل ان يخرجوا لبدر كانوا في شهر رمضان [[ شهر رمضان كان معروف عند العرب بهذا الاسم ]] ومعركة بدر كانت في {{ ١٧ رمضان }} في هذه الأيام وشرع الرسول صلى الله عليه وسلم لأول مرة هو وأصحابه لصيام {{ شهر رمضان }} والصحابة قبل ان يفرض صيام شهر رمضان كان يصومون ، بعض الايام لان الصيام جاء بالتدريج في اول الأمر مثل ما جاء كثير من التشريعات بالتدريج تحريم الخمر كله كان بالتدريج ___________________________ فوجد اليهود صياما يوم عاشوراء قالوا: _هذا يوم عظيم أنجى الله فيه موسى وقومه وأغرق فرعون وقومه [[ يوم انشق البحر لسيدنا موسى عليه السلام ]] فصامه موسى شكرا ، فنحن نصومه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :_فنحن أحق وأولى بموسى منكم وصامه صلى الله عليه وسلم ، أمر اصحابه بصيامه _______________________________ ثم فرض الرسول صلى الله عليه وسلم بعد ذلك صيام ثلاثة أيام من كل شهر ما نسميه {{ الأيام البيض }} لأن القمر فيها يكون مكتملا ثم فرض الله صيام {{ شهر رمضان }} وكان تخيير ايضا ، اول ما فرض رمضان كان اختياري وذلك لقوله تعالى { وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ }} ثم بالتدريج انتقل صيام شهر رمضان من التخيير ، الى الفرض فنزل قوله تعالى