كان ياما كان في قديم الزّمان رجل فقير لا يكاد يجد قوت يومه يدعى صالح، وكان لصالح زوجة تقيّة زاهدة تدعى عزيزة، ولكنّه لم يكن متواكلاً كسولاً أبداً بل كان لا يوفّر فرصة يستطيع أن يعمل فيها إلّا وقد عمل، وكان صالح يُعرف بين أهل المدينة بأمانته وحسن خلقه، وفي يوم من الأيام جاءت عزيزة تشتكي لزوجها من أنّ لا شيء في البيت يأكله الطفلان الجائعان، هزّ صالح رأسه موافقاً وقال: حسناً يا زوجتي العزيزة سأذهب لأصلي ركعتين وأدعو الله بهما عسى أن يرزقني، وأثناء سيره في السوق وجد صالح كيساً مصنوعاً من القماش ففتحه لينظر ما فيه فوجده مليئاً بالمال، جاءت عزيزة مسرعة ورأت ما يحمله صالح بين يديه من مال، فتعجّبت وسألته: من أين لك هذا يا صالح؟! فقصّ عليها صالح القصة وأخبرها بأنّه سيخرج ليشتري ببعض الدراهم ما يأكله أطفاله، وكيف نأخذ مالاً لا ندري من صاحبه! أنسيت أننا لم ندخل بيتنا هذا قرشاً حراماً واحداً منذ تزوجنا! وأننا تعاهدنا على أن نبني هذا البيت بالرزق الحلال! اذهب يا زوجي العزيز وابحث عن صاحب الكيس واحتسب أجرك عند الله. وافق صالح على ما قالته زوجته، وخرج حزيناً حائراً فسمع منادِ ينادي في السوق: أن من وجد كيساً فيه مال يا قوم، ثم سأله: أأنت صادق فيما تقول؟؟ قال التاجر: نعم يا رجل، لقد منحني رجل ثري من بلاد الشام عشرة الآف درهم وقال لي: ضع ألفاً منها في كيس وألقه في الطريق، شكر صالح الرجل ورجع إلى بيته مسرعاً فرحاً بما رزقه إيّاه الله، وهو فخور بتلك الزوجة الطيبة الأمينة،