فكانت المناظر الخلاّبة تمتد على طول الطريق إلى مدينة الأغواط. في الواحة الخضراء التي تُحيط بها الجبال الصَّخرية الجرداء، إلى جانب السيارات الفخمة والشاحنات الكبيرة، والبيوت المتراصة على سفح الجبال تشقّها أزقةٌ ملتوية ضيّقة إلى جانب المحلّتِ التّجاريّة الكبيرة، أمّا الأزياء في الّلباس فحدِّث ولا حرج، لقد اجتمعت في الشوارع أزياءُ كلِّ العصور من السراويل التقليديّة العريضة إلى الجُبّةِ، إلى أنواع العَمامات، على البِدلات العصرية المتنوِّعة، التي غصّت بها المدينة. على بعد كيلو مترين من وسط المدينة إنّ فصل الرّبيع هو الموسم المناسب للسياحة في الجنوب نظرا لاعتدال طقسه، وقد بدت لنا مدينة غرداية كلّها فالشوارع مزدحمة والدكاكين ملأى فائضة بالصّناعة التقليدية الممثِّلةِ لكلّ أنحاء ذلك أن الجزائر تحتلٌّ الصدارة في الصناعة التقليدية من حيث التنوع والأصالة، ابتداءً من الزربية إلى الحايك والبرنوس والقشّابية والنّقش على الخشب والنُحّاس وصناعة عشرين نوعا من الزرابي وكلّ نوع له طابعه الخاصُّ من حيث الألوان، ممّ وتعرف رواجًا كبيراً في أوروبا. والرِّبح الماديُّ في الصِّناعة التقليديّة ليس هو كلُّ شيء، لقد سمعتُسائحاً أجنبياً مُغرماً بالصّناعة التقليديّة الجزائرية يُعبرُّ عن إعجابه ويقول حين زار غرداية للمرة الثانية : «إنّ هذه الواحة الساحرة لا تُفْضي بأسرارها من ظرف أسبوع بل قد لا تُفْضي بسرِّها الدَّفين أبداً وتتركك تحلم دائماً وتتمنى العودة إليها… فالصّناعة التّقليدية هي أجمل شيئ رأيته في الجزائر، وإبداع لا حدَّ له، وأصالة لا يمحوها الزمن… تُرى كيف حوّلت الأيدي