تُظهر هذه النبذة التاريخية تطور فهم وعلاج الاضطرابات السلوكية والعاطفية. فقد اعتبرت هذه الاضطرابات تاريخيًا نتيجة لمس شيطاني أو سلوك خاطئ، مما أدى إلى معاملة قاسية تشمل العقاب الشديد والحبس. أُنشئت أول مؤسسة للعناية بهؤلاء المرضى في لندن عام 1574، "بيت لحم" (Bedlam)، والتي اشتهرت بمعاملتها الوحشية. بدأ التحسن في القرن الثامن عشر مع الطبيب النفسي Pinel Philipe الذي منع تقييد المرضى في عام 1792. في الولايات المتحدة، بدأ التطور في القرن التاسع عشر بجهود بينجامين (أبو الطب النفسي الأمريكي) و سامويل هوي الذي أسس مؤسسات حكومية للعناية بالمرضى العقليين، مُؤسساً جمعية الأطباء النفسيين الأمريكيين عام 1844. ظهرت في نهاية القرن التاسع عشر صفوف مدرسية خاصة بالأطفال ذوي الاضطرابات السلوكية، متبوعة بفتح صفوف للطلاب المشاغبين (1871) ومؤسسة للعناية بالأطفال المراهقين ذوي المشاكل النفسية (1909). أثرت نظرية فرويد على فهم وعلاج هذه الاضطرابات، مع ظهور لوريتا بندر و برونو بيتلهيم وآخرين ساهموا في تطوير الخدمات التربوية والعلاجية. بين عامي 1944 و 1950، ظهرت مراكز رعاية للأطفال ذوي المشكلات السلوكية، مع صدور كتب مثل كتاب ستراس وليتنين عام 1947. بين عامي 1960 و 1970، ظهرت أبحاث جديدة وكتب، وساهم وليام كروكشانك وآخرون في تطوير خطط عمل مدرسية. كما طور إيلي بور تعريفاً للاضطرابات السلوكية لا يزال مستخدماً، وساهم نيكولاس هوبز وفرانك هيوت في تطوير مفاهيم بيئية وعلاجية. ساهم رودس وتريسي في توضيح الممارسات المختلفة في هذا المجال. رغم التقدم، لا تزال هناك حاجة إلى تعريفات أكثر دقة ومزيد من الخدمات العلاجية، مع التركيز على سوء التكيف الاجتماعي وقلة عدد الأفراد الذين يتلقون العلاج. يُتوقع أن يساهم التقدم في الطب وعلم النفس والتكنولوجيا في تحسين العلاج و حياة هؤلاء الأفراد.