م)يحسب أفلاطون هناك عالمان : عالم المثل خاص بالأرواح أو العقول ومنه تتكون النفس، وعالم الحس المادي ومنه يتكون الجسم. وعندما تهبط النفس إلى عالم الحس تتكون النفس الإنسانية، فتكون على أصناف: صنف النفس العاقلة (الفلاسفة) مركزها الرأس وهي التي تولد التفكير والإدراك والتعلم، وصنف النفس الغضبية (طبقة الحراس) مكانها القلب ومهمتها الموازنة بين النفس العاقلة والنفس الشهوانية، ثم صنف النفس الشهوانية العمال والزراع ومكانها البطن وتسعى إلى إرضاء النزعات الغريزية. فما طبيعة العلاقة بين النفس والجسد لدى أفلاطون ؟ لقد جسد أفلاطون تلك العلاقة في أسطورة العربة يقودها سائق ويجرها .جوادان حيث مثل سائق العربة بالعقل، مع وجود جواد مرن يرمز للإرادة (النفس الغضبية وجواد جموح ( شهواني) فالنفس والجسد بحسب أفلاطون منفصلان فہمابمثابة الربان والسفينة 29أرسطو ( 374-322 ق.م)يرى أرسطو أن العقل والجسد مترابطان ويشبه علاقتهما بالعلاقة بين التمثال وصورته فكما أن مادة التمثال تتوافق مع الجسد، فإن صورته تتوافق مع الروح أو العقل. فمن المستحيل فصل صورة التمثال عن مادة الرخام الخاصة به دون تدمير التمثال. وعلى هذا الأساس يمكن اعتبار العقل وظيفة من وظائف الجسم، حيث شبه أرسطو العلاقة بين العقل والجسم بالعلاقة بين عضو الحس ووظيفته، مثل العلاقة بين وظيفة البصر والعين. لا يعتبر الإنسان كاملا إلا إذا كان الجسم والعقل حاضرين معا. وكما أنه من المستحيل فصل البصر عن العين دون إتلاف العين فمن المستحيل أيضا فصل الجسم عن العقل دون إفناء الإنسان . ومن الواضح إذن أن النفس حسب أرسطو ليست منفصلة عن الجسم. إن مبدأ "العقل وظيفة الجسم" لدى أرسطو قاده إلى تصنيف الكائنات الحية على أساس وظائفها إلى ثلاثة أنواع : وهي النبات، فوظيفة النبات هي عملية الامتصاص والتغذية وذلك بهدف حفظ الحياة وبقاء النوع، وهي موجودة في النبات والحيوان ولكن في النبات بشكل أكثر . كما تتمثل الوظيفة الأساسية للحيوان بالرغم من اعتماده على التغذية في الإحساس والحركة التي تتيح له الاستجابة لمؤثرات البيئة والتنقل بينما لا تكون هذه الوظيفة ضرورية للنباتات،