لندع الآن جانبًا وصف ما كان من الخلاف بني علماء النفس في الألم، اللذة؛ عند وجع الأسنان، ونوع كالذي نشعر به عند الفشل في محاولة، ونوع كالذي نشعر به إلخ. يطلب شيئً فإنما هو يفر من ألم أكبر من نزاع. فيخيل إلي أنَّ وأن فضل الألم على العالم أكبر من فضل إن شئت فتعال معي نبحث في عالم الأدب: أليس أكثره وخريه وليد الألم؟ أوليس الغزل الرقيق نتيجة لألم الهجر أو الصد أو الفراق؟ ذلك الألم الطويل العريض العميق ولو عشق الأديب فوفق كل التوفيق في عشقه، ولم يخلف لنا أدبًا ولا شبه أدب؛ ولكان سقَّ اء كأبيه يروي إنما خلده ألم نفسه، وأبقى أنطقهم بالأدب حينًا ألم الفقر، إلى غري هذا من أنواع وفكاهة العابثني؛ ً املعتز ولذته ينبوعا صافيًا لحسن التشبيهات، خلفت اللذة أدب املسلاة (الكوميديا)، فضحك منه؟! ً على أني خشيت أن تكون اللذة التي أخرجت الأدب الضاحك ليست إلا أملا مفضضا أو ً علقم ً ا مبهرجا. ً ولو فتشت عن دخيلة ابن املعتز، وجحيما في ثوب نعيم. والضر يلحق به؟ وهل تحاول أمة أن تصلح ما بها إلا إذا بدأت فأحست بالألم؟ أوليس 108 وإحساسه ما لم يحسوا، وأن يتحمل عن رضى ما يصيبه من ألم؛ لأن ألم نفسه مما يرى ً بديلا — ذلك لأن آلامه سرى فيها نوع من اللذة لا يدركه إلا العارفون،