الهروب إلى عالم أرحبومن أجل تكوين صورة متكاملة عن العالم القروي بمختلف تضاريسه، اتجه الباحث إلى الجنوب الشرقي لدراسة قرية الواحات من خلال نموذج مجال تيمتيك الوسطانية إحدى واحات وادي درعة بإقليم زاكورة متطرقا للتغييرات الحاصلة فيها من ناحية التراتب الاجتماعي والنشاط الفلاحي وانتقال القرية من مجالها الخاص جانب الوادي إلى مجال آخر يقترب من المدينة ويؤسس لبنياتها المختلفة وهو مايسمى بالحدب.فقيم التراتب الاجتماعي مازالت واقعا مكرسا ومؤطرا لاشتغال النسق الواحي ، بالرغم من كل عوامل التنخيب و الترقي التي حققتها مجموعة من العائلات التي كانت إلى حد قريب تنتمي إلى الفئات الدنيا عن طريق الهجرة و النجاح المهني و الدراسي فالأدوار و الممارسات تظل عصية على التغيير الماء الذي هو أصل الحياة في عمق الصحراء كان له نصيب وافر من الدراسة حيث تم تحليل التحولات الحاصلة في تدبير الماء في المجتمع الواحي ، لقد تغيرت طبيعة الماء لدى الساكنة، فمن ماء السماء إلى ماء الدولة ، خصوصا و أنها تعمد إلى تسجيل حضورها في المجتمع الواحي عن طريق بناء قنوات التوزيع و التحويل الكبرى و التصفية من الرمال و الأوحالشيخ القبيلة بدوره صار أكثر ارتباطا بالمخزن بدل الارتباط بمصالح السكان ، و بذلك فالجماعة ذاتها لم تعد تلتئم بدرجة أعلى من أجل التداول في شؤون المشترك ، بقدر ما تلتئم من أجل الاستعداد لاستقبال وفد رسمي أو المشاركة في احتفال ما ، أما شؤون ترميم القصر و السواقي فنادرا ما يتم التطرق إليها بعد هجرة القصر إلى الحدب.