خروج النبيّ إلى عمرة الحديبية خرج النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم -إلى العمرة في شهر ذي القعدة من السنة السادسة للهجرة، وخرجت معه زوجته أم سلمة -رضي الله عنها-، وقد كان عدد الخارجين معه ألفاً وأربعمئة، وولّى -عليه السلام- على المدينة ابن أمّ مكتوم -رضي الله عنه-، ٥] مفاوضات قريش والنبيّ انطلق المسلمون إلى مكّة المُكرَّمة، وعندما وصلوا إلى ذي الحليفة، وفي أثناء ذلك كانت قريش قد سمعت بالخبر، وعلم المسلمون عند اقترابهم من مكّة بأنّ قريش أدركت الخبر، فأخذ -عليه الصلاة والسلام- طريقاً آخر غير الطريق الرئيسيّ المؤدّي إلى مكّة، وفي أثناء ذلك امتنعت راحلته -عليه السلام- عن السير، فقال الناس: "حل حل"، فقالوا: "خلأت* القصواء، فقال النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (ما خلأت القصواء وما ذاك لها بخلق، ثم قال: والذي نفسي بيده لا يسألوني خطة يعظمون فيها حرمات الله إلا أعطيتهم إياه)، ٦] ثم جاء بديل بن ورقاء الخزاعي ليخبر رسول الله -عليه الصلاة والسلام- أنّه إذا أراد الدخول، فأجابه -عليه السلام-: (إنَّا لم نجِئْ لقتالِ أَحدٍ ولكنَّا جِئْنا مُعتمرينَ)، ٧] وعلى الرغم من أنّ قريش استمرَّت بإرسال الرُّسل؛ لمحاولة إقناعه -عليه السلام- بالرجوع، إلّا أنّه ظلّ يجيبهم بما أجاب به بديل الخزاعي. ٥] عندما رأى الرسول -عليه السلام- هذا الإصرار من قريش، أراد أن يرسل سفيراً إليها، مُؤكِّداً لهم هدفه من دخول مكّة المُكرَّمة، فأرسل خراش بن أمية، فعاد إلى الرسول -عليه السلام- الذي أشارعلى عمر بن الخطاب بالذهاب إلى قريش، ولكنَّ عمر طلب من الرسول أن يُرسل عثمان بن عفان؛ لأنّه ليس لديه في مكّة أحد من بني كعب ليحتمي به إن أصابه أذىً من قريش، أمّا عثمان فلديه عشيرته التي يحتمي بها في مكّة، فأرسل الرسول -عليه السلام- عثمان ليخبرهم أنّهم لم يأتوا للقتال، وليخبر المؤمنين الذين في مكّة بإظهار دينهم؛ فقد جاء وقت الفَتح، فانطلق عثمان -رضي الله عنه- إلى مكّة، فصحبه أبان بن سعيد إلى زعماء قريش، وأوصل إليهم رسالة الرسول -عليه السلام-، وعندما انتهى عرضوا عليه أن يطوف حول الكعبة، واحتجزته قريش فترة طويلة، فشاع بين المسلمين أنّ عثمان قد قُتِل. ٨][٥] بيعة الرضوان عندما بلغ رسول الله -عليه الصلاة والسلام-أنّ عثمان قد قُتِل، دعا القوم إلى البَيعة، فكانت بيعة الرضوان، وتجدر الإشارة إلى أنّ هذه البيعة لم يتخلّف عنها أحد إلّا الجد بن قيس،