قضية التقليد و التجديد مطروحة في كل بيئة و عصر , وهي ليست وقفا على الاداب وسائر الفنون , وازا كان التقليد التزام ارث راسخ , مصيره ان يتخطاه الزمان فيصبح قديما يستدعي جديدا ناشئا; والانضواء تحت لواء التقليد او التجديد مسالة مزاج شخصي , عمادها زائقة فردية تتبدت احاسيسها و تتنوع احكامها , بمقدار ما يتوفر لها من غزاء فكري ينميها , تصبح اكثر قدرة على التطور والابتكار. لزلك كانت هزه القضية اكبر من ان يحدها عصر ويحصرها مجال ; لقد واجهتها الاداب العالمية كلها , وتحديدا في العصر العباسي ان التحولات الكثيرة التي غيرت المجتمع كانت في اساس الصراع بين المقلدين والمجددين .