جَلَسَت على الأريكة بينما كانت تُمزق الغلافعن لوح الشوكولاتة، أخذت جهاز التحكم عن بعد و بدأت بالتقليب عبر القنوات التلفزيونية. كادت تموت من الملل إلى أن لمحت شخصية مألوفة على قناة إخبارية. و عندماعادت إلى القناة التي رأت الشخصية فيها، كان قد كتب أنه قدحكم عليه بالسجن عشرين سنه إثر ارتكابه جريمة قتل، و بالتحديد بسبب قتل امرأة. من المستحيل أن يفعل ذلك صرخت بينما كانت تحاول استيعاب ما شاهدته للتو، واغرورقت عيناها بالدموع وسرعان ما شعرت بتدفق المياه على خديها. لم تتوقع أبدا أن يقتل والدها العزيز أمها الحبيبة. شعرت بقلبها يتحطم ويحترق كما لو أن أحدًا أشعل فيه ناراً. أمضت الأيام الكئيبة التالية في المقبرة الباردة المظلمة، مع كل شواهد القبور الموحشة الأخرى تحدق بها. جلست بجانب قبر والدتها، وتسائلت إذا كان بامكانها أن تعود بالزمن، لم يكن يجيد التعامل معها أو مع أمها. فقد شاركتها كل أوقاتها الحزينه و الفرحة، لقدغزت العديد من الأفكارعقلها، ولكن هذا السؤال ظلملازماً لها كأنه ظل:لماذا؟ لم تفهم السبب وراء ما فعله والدها، ولم تشك أبدا في أن طعمه سيكون حلوًا. لقد كرهته حتى الموت بسبب الخطيئة التي ارتكبها. لم تفكر أبدا في زيارة ذلك المجرم، فكرة إخراجه من السجن بعد 20 عاما أزعجت أعصابها بلا حدود. تمنت لو يلقى جزاء الموتمن أعماق قلبها. أدركت كيف كان الوقت يمر ببطء شديد، لقد كان والدها البالغ من العمر خمساً وستين سنة مثيراً للشفقة.ها هي تنتظر في السيارة بينما تشاهد الرجل العجوز الجاهل بأنحياته في خطر. قاد سيارته إلى مكان لم تذهب إليه قط، وتبعته ببطء وهي تسحب المعدن الأسود من تحت سترتها الجلدية. هل يعقل أن هذا ما تريده؟ هل هذا هو الشخص الذي تحولت إليه؟ولكن كل شيء تحطم عندما شاهدت والدها يطرق الباب، وعندهاخرجت امرأة عجوزورحبت به. كانت هذه اللحظة التي عرفت فيها أن كل شيء يستحق هذا العناء، شعرت بعينيها تمتلئبالدموع وقلبها يشتعل بالنيران، رفعت يدها الثقيلة وقالت بلهجة ساخرة ألهذا قتلتها؟ كم أنك مثير للشفقة فتح الرجل المفترض به أن يكون والدهافمه منالصدمة،هذهلأمي قالت وهيتتحرك لتكون في مواجهةالعجوز الشمطاء وهي تسحب الزناد، متجاهلة الدويّ الذي أحدثه سقوط أجسادهم على الأرض، مشت بعيداً وأحست بطعم في فمها، لقد تأكدت أن المذاق أحلى من السكر.