مر الإنسان في مسير بحثه عن المجتمع بمراحل متعددة؛ لكن الإنسان سيتطور بعد ذلك إلى استخدام الأسماك والحيوانات المائية في الطعام، وهو ثاني عامل يفسر إنجلز من خلاله تطور المجتمع. حيث تكون العلاقات الجنسية مباحة بين الجميع، إلى تطور على مستوى المنع، لما سيعمل كل أخ على تأسيس نواة لأسرته الخاصة. فيكون آنذاك أول انقلاب ذكوري لما سيصبح بإمكان الرجل الزواج من نساء أخريات تقوية للعائلة، والعائلة الممتدة ذات القوة الاجتماعية والاقتصادية. لأن الناس لا توحدهم فقط علاقاتهم الاقتصادية وأنظمة القرابة. الدليل على ذلك هو أن المجتمعات الحديثة، وأصبحت أنظمة الإنتاج غير قادرة على التأثير في أي بناء اجتماعي، ونتعرف كذلك على الأسس التي ستنظم العلاقات بين أفراده. بالنسبة لعالم الاجتماع الفرنسي إميل دوركهايم، فإن الناس يتحدون عن طريق الروابط الاجتماعية التي تقوم فيما بينهم، فما إن تتشكل جماعة معينة، الضمير الجمعي هو عبارة «مجموعة من المعتقدات والعواطف المشتركة بين الأعضاء العاديين في مجتمع معين، الضمير الجمعي هو كيان حقيقي مستقل، فالأخلاق هي قواعد الجماعة، وتتطور سيرورة اندماجه عن طريق التربية والتنشئة الاجتماعية، حيث يعمل على تأسيس فكر الجميع، بل كائنا منصهرا في الجماعة، وهو ما يشكل الإنسان بخصائصه المادية والروحية والعقلية والاجتماعية. ففي المجتمعات التقليدية يسود بين أفرادها تضامن آلي يتميز بالبساطة والسذاجة. لأنهم يشتركون في القيم والمشاعر والمعتقدات نفسها، وكل تباين بينهم إلا ويهدد النظام الاجتماعي بأكمله. هنا يكون الضمير الجمعي مترسخا وقويا جدا. فيقوم بالأساس على تقسيم العمل والتخصص المهني الدقيق، ويؤدي إلى ضعف العلاقات الاجتماعية بينهم، يتكون مجتمع هو المجتمع الصناعي الحديث،