يتناول النصُّ قضية الإيمان بوجود خالقٍ للكون، مُبيّناً أنّ القرآن الكريم، رغم عدم مناقشته المباشرة لمنكري الخالق، إلا أنه يُثبت وجوده بأدلةٍ ضمنيةٍ ضمن مناقشاتٍ أخرى كالوحدانية والنبوة والبعث. يرى النص أنَّ دلالة الأثر على المؤثر بديهيةٌ للعقل، مستشهداً بإنكار فرعون لرب العالمين، لكنّ موسى لم يُعر ذلك اهتماماً، مُعتبراً إيمان فرعون بوجود الخالق أمراً مُسلّماً به. يُعزى النص إنكار فرعون إلى استكباره وعِجبه. كما يُشير إلى أنّ البيئة النزول كانت وثنيةً غالباً، وأنّ الوثنيين أنفسهم كانوا يؤمنون بالخالق رغم عبادة الأوثان، مما جعل مناقشة هذه القضية في القرآن غير ضرورية. يُستشهد بنصوص قرآنيةٍ تؤكد اعتراف الناس بوجود الله خالقاً للكون. يُضيف النص أنّ الشهْرستاني لم يُعرف لمنكراً للخالق إلاّ قلةً من الدهرية، معتبرين أن مسألة وجود الخالق ليست نظريةً تحتاج لإثبات. يتناول النصُ دليلين رئيسيين على وجود الخالق: دليل الخلق، المُستند إلى بداهة العقل في الربط بين الموجود وسببه، وذلك من خلال أمثلةٍ متنوعةٍ كقول الإمام أبي حنيفة، وقصائدٍ شعريةٍ. ودليل الفطرة والعهد، الذي يُشير إلى غرس الإيمان بالخالق في الفطرة البشرية، مستشهداً بآياتٍ قرآنيةٍ وأحاديثٍ نبويةٍ، ومُشدّداً على أهمية التمسك بالعهد الذي أخذه الله على بني آدم في عالم الذرّ. وأخيراً يُبرز النص دليل الآفاق، مُستشهداً بآياتٍ قرآنيةٍ تُشير إلى آيات الله في الكون، وكيف تتوافق الاكتشافات العلمية الحديثة مع هذه الآيات، كحركة النجوم والكواكب، ودوران الأرض والجبال، وحاجز بين البحرين، واهتزاز الأرض بزيادة المطر، ووهن بيت العنكبوت.