الفلسفة كان من أهم ما ترتب على ترجمة المؤلفات اليونانية أنها مهنت السبيل لنشأة الفلسفة عقد المسلمين . وكان أكثر المترجمين من الأشخاص الذين لهم ولع بالفلسفة ، وألف بعضهم كتبة خاصة بالفلسنة . ويمكن القول إن بداية التأليف الفلسفي عند المسلمين بدأت مع حركة الترجمة 277 والنقل إلى العربية ومن أهم ما أنجزه المترجمون في تلك الفترة وضع مصطلحات فلسفية وعلمية عربية استوعبت المفاهيم الفلسفية والعلمية المعروفة عند علماء الأمم الأخرى ، وامتاز الفلاسفة المسلمون بإيمانهم بضرورة التقدم الفكري العلمي ، وظهر عدد كبير من الفلاسفة المسلمين أسدوا خدمات جليلة للمعرفة من أشهرهم : أبو يوسف يعقوب بن إسحاق الكندي ( ت 132 ه / 867 م ) . ولد في الكوفة وترس في البصرة ثم انتقل إلى بغداد ، فعهد إليه المامون بترجمة سولفات أرسطو وبعض فلاسفة اليونان . واهتم الكندي أيضا بدراسة فلسفة علماء الهند وفستر نظرياتهم وعلق عليها يمتاز الكندي بأنه أول فيلسوف مسلم مشهوره وهو من أصل عربي صميم ، ولم يقتصر الكندي في دراسته على الفلسفة بل إنه اهتم بجميع المعارف المعروفة في عصره . وكان بحق موسوعة علمية تشمل كل معارف عصره وأحصى له ابن النديم نحو 265 مؤلفة في مختلف العلوم كالطب والفيزياء والفلك والميكانيكا والكيمياء والرياضيات والمنطق والفلسفة ، ومن مؤلفاته في الفلسفة والمنطق كتاب المدخل إلى المنطق وكتاب في النفس ،