فقد جاءت الشريعة الإسلامية بالتيسير ورفع الحرج فلم يكلف الله الناس بما لا يطيقون، وجدت أحكام التيسير ورفع الحرج، ففي السفر مثلا تقصر الصلاة ويباح الفطر، ولدى وجود المشقة في القيام في الصلاة يباح القعود، وعند المرض أو فقدان الماء يجزئ التيمم بدلا عن الوضوء، وهذا من رحمة الله بعباده فلا يكلف أحداً ما لا يطيق. فقد خص الله تعالى الشريعة الإسلامية بالسماحة واليسر والسهولة لتوافق فطر الناس جميعا، لأنها الرسالة الخاتمة وهى لكافة الناس، كما بين المصطفى ﷺ سمات شريعته فقال: (أرسلت بالحنيفية السمحة) (1) ومن ثم فقد أجمع العلماء على أن كل ما يوقع في المشقة والحرج غير المعتاد ليس مشروعاً في الدين، لأن كافة التكاليف والواجبات الشرعية طلب الشارع تنفيذها في حدود الوسع والطاقة، قال الله تعالى: لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ﴾ [سورة البقرة آية 286]. وقال جل شأنه: وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرج ﴾ [سورة الحج: آية 78].