بلِ الصديقُ الذي تزكو شمائلهُ إنْ رابكَ الدهرُ لمْ تفشلْ عزائمهُ أَوْ نَابَكَ الْهَمُّ لَمْ تَفْتُرْ وَسائِلُهُ ترددت في بالي هذه الأبيات عندما رأيت أحمد صديقي الصدوق ذا الوجه الوسيم، فما زلت أذكر تلك اللحظات التي جمعتني به أيام الدراسة الجامعية، ولم يبخل بمساعدته لي في موادنا الدراسية يوماً، وكان لي سنداً فيما مررت به من ضائقات مادّية، وينصحني بالابتعاد عن المنكرات بحكمة ولين، لقد كان حقاً نِعم الرفيق ولا زال كذلك. من يحفظ السر فلا يبوح به، ومن يسدي لك النصح دون مقابل، وهو الصديق الذي لا يتغيّر بالزمان ولا يتحوّل بالمغريات، والصديق الحقيقي يتحلّى بمكارم الأخلاق، وصالح الأفعال وصدق الأقوال، إنّ الصديق الصالح هو الذي يقود صاحبه إلى النجاة في الدنيا والآخرة؛ ٢] فالصديق يصدق صاحبه ولا يكذّبه، فحفظ الود والصداقة يبدأ بتقبل الآراء والاختلافات فلا خلاف يفسد الصداقة، وبتقبُّل نصح الصديق دون حساسية؛ ذلك لأنك تثق به وبحبه للخير لك منذ اختياره ليكون صديقاً، فالصديق مرآة صديقه يدلّه على عيوبه ليتفاداها وعلى الخير فيه ليطوّره، والصداقة تقتضي المصارحة لاستمرارها، كما أنّ الصداقة لا تعني فحش القول وتوجيه الشتائم للصديق للدلالة على متانتها، بل علينا أن نحسن القول دوماً وألّا نذكر أصدقاءنا إلّا بما يحبّون من ألقاب، فلنحسن اختيار أصدقائنا ليكونوا لنا عوناً عند الحاجة وشفعاء في الآخرة.