الفيلم ستكشف لنا عن احتفاظها في داخلها كل فضائل العذراء: والقلب الكريم. وبالأسلوب ذاته يأتي الولد - الطيب - الشرير ليقيم توليفة تجمع وولاس بيري، إلى أبطال ذوي رجولة، على شيء من الإبهام، لكنهم إنسانيون في أعماقهم. على عكس الفتيان الأبطال السابقين، الذين كانوا يتميزون بعذوبتهم وحيائهم، اريت باتلر الساخر، في فيلم ذهب مع الريح، وصار غاري كوبر المغامر المتهكم في فيلم النفس الضاري، وروبرت تايلور الجندي الروماني القاسي في فيلم الرداء، طيبة تحت مظهرهم الوحشي واللئيم. كان هامفري بوغارت، في فيلم الصقر المالطي (1941)، أول من يجسد التوليفة الجديدة التي سيبثها الفيلم الأسود (الفيلم البوليسي)، على الشاشة الأميركية كلها. فالفيلم الأسود يلغي التعارض بين اللص السابق الكريه وبين الشرطي العادل الطيب، داشيل هامت، والخارج عن القانون ذي النزعة الإنسانية في حكايات ر. بارنت وهندرسون كلارك. وإحياء البطل التراجيدي المتحذر من الأساطير القديمة، هنا وهناك (جاك بالانس في الخوف من الأحشاء، وجان سيرفي في نزاع بين الناس). مسترجعة بذلك عملية تأليه ففي مجرى اللقاء وفي الوقت الذي يتبلور فيه مركب الكيميائي س الطيب - الشرير - الجديد تتحرر، في الواقع، طاقة جنسية تنتشر على الشاشة كلها. الشبق هو السمة الجنسية التي تنتشر في كل أجزاء الجسد الإنساني،