وتجلت الممارسات الاداريه في الصين من خلال نظام شغل الوظائف العامه التي تتم على اساس عقد امتحانات بين المتقدمين للدخول في الخدمه واختيار الاصلح كما استخدم ملوك الصين المستشارين للاستفاده من خبراتهم بما لديهم من حكمه وموهبه وقد تضمنت تعاليم كونفوشيوس ضرورة اختيار قيادات كفؤة وتعيينها في شتى مواقع الدوله بحيث تتوفر لدى كل منها الامانه والنزاهه وروح الايثار كما ان بعض كتب الاداره لا زالت تردد ما قاله كونفوشيوس من ان الاداره السليمه هي وسيله الحكم الصالح وفي عهد الاغريق وجدت طبقه من الموظفين تتكون اساسا من المواطنين الذين اكتمل فيهم احساس الالتزام بالمسؤوليه الاداريه وكان هؤلاء الموظفين يتولون مهامهم عن طريق الانتخابات وكانوا في حقيقه الامر يشكلون مركز التنظيمات المدنيه والاداريه في المدن الاغريقيه كما اننا نجد كثيرا من المؤشرات التي توضح تقدير الاغريق لوظيفه الاداره وذلك على الرغم من اعدم القائهم ايه اضواء على استخدامهم لمبادئ الاداره وخير دليل على ذلك وجود الموظفين الاداريين هذا بالاضافه الى تاكيد الفلاسفه الاغريق على تنظيم الظروف وصولا الى النظام المثالي للدوله ومنهم افلاطون حيث اكد على ضروره تجاه وجود نظام تعليمي سليم كوسيله لايجاد الكفاءات السياسيه والاداريه اللازمه لقياده الدوله واقترح برنامجا لتدريب الافراد وتهيئتهم لتولي الوظائف السياسيه والاداريه في الدوله ويعزى افلاطون انه اول من قسم مستويات السلطه في الدوله الى ثلاث مستويات يتكون المستوى الاعلى من الفلاسفه والملوك والحكام على ان يتمتع هذا المستوى والسلطات النهائيه لاتخاذ القرارات وازرار التوجيهات الاداريه ويتكون المستوى الثاني من الضباط الموظفين والمدنيين في المراكز الرئيسيه على ان لا يمارس هذا المستوى سلطه اداريه اما المستوى الثالث فيكون من العمال والمنتجين حيث لا يشتركون في اتخاذ القرارات اما مساهمه ارسطو في النظريه الاداريه فتتمثل في تاكيده على وجود الحكومه لانها تمثل نوعا من التوازن بين طبقات المجتمع وان الحكومه الجيده في نظر ارسطو هي التي تتمكن من توفيق من التوفيق بين المصالح المتعارضه الفضل الى ارسطو في فصل السلطه التشريعيه عن السلطه التنفيذيه وقد ساهمت قراط في بيان وظيفه الاداره ايضا بقوله انها مهاره منفصله عن المعارف الفنيه والخبره العمليه اما الفكر الاداري في روما فانه يتضمن نوعا من تقسيم السلطه وموازنتها بين القوى المختلفه وفي مجلس الشيوخ والمستشارين ومجلس النواب والمجالس الشعبيه وكان مجلس الشيوخ بيده السلطه الرئيسيه بما في ذلك السلطه الاداريه والتنفيذيه اما مجلس النواب فيمارس الرقابه والمتابعه لقرارات مجلس الشيوخ وبالنسبه للمجالس الشعبيه فتتمثل سلطتها في وضع حدود لسلطات مجلس النواب وتمثل السلطه الديمقراطيه للدوله وبصفه عامه فان مفهوم الحكومه في الدوله الرومانيه هو مفهوم اداري ولذا فانه يقال بان الرومان قد انشا اكبر جهاز اداري للاعمال العامه وقد اعتمدت روما التدرج الهرمي في تخفيض السلطه الممنوحه لمختلف المنظمات الاقليميه التابعه لها والتخصص فيما يتعلق بالنشاط الوظيفي واستخدامها المبكر لاسلوب للاداره الاستشاريه وقد كان لروما درايه بالامور المتعلقه بالنظام اللامركزي ونظام منح الصلاحيات ويحل المشكلات الاداريه بفعل احتفاظها بالاداره فعاله ومنظمه وما في العصور الوسطى فقد اسهى وفكروها اسهاما ايجابيا في ارساء المعالم العلوم السياسيه والنظم الاداريه ومن اشهر هؤلاء المفكرين لكفالي الذي يرى ان السياسه والاداره هما مساله استراتيجيه ومن ثم فان السياسي القدير او الاداري الكفا هو الشخص البارع في استراتيجيه وهذه البراعه التي تؤهله لكي يكون حاكما ناجحا ويرى كذلك ان الموظف الحكومي النموذجي بعيد في صفاتها من القسوه والانانيه وانه شخص اخلاقي عادل وامين يهتم بمصلح مصالح الجماهير ومصلحه امته ومن المفكرين الاخرين توماس هوبس الذي تطرق الى فكره تركيز السلطه على في يد قائد واحد باعتبار ان ذلك هو الطريق الوحيد لتحقيق السلام وتفادي المنازعات اما الاداره في ظل الدوله الاسلاميه فانها خدمه وتربيه وتوجيه فلا يتولاها المتطلعون استقلالها او الانفتاح بها ولكن يتولاها من يكون اهلا للتحمل المسؤوليه فهي ليست سلطه ولكنها عداله في الحكم وقدوه حسنه وتنظيم للامور وبناء العلاقات الانسانيه وتمثل فكره المسؤوليه الاداريه في القرارات باحلى صورها واكثرها ديمقراطيه في مخاطبه الرسول صلى الله عليه وسلم المواطنين كافه قائلا كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته وانما يدعو الى جعل الشعب مصدرا للسلطه والى وضع مبدا المسؤوليه التضامنيه موضع التطبيق وقد نظم الاسلام حياه الناس في الاداره الاسره والسياسه والاقتصاد كما حددت الشريعه الاسلاميه نظم الملكيه والزكاه والمساواه ونظم القضاء والزواج وشؤون بيت المال وموارده وقد اعتمد الاسلام تاشيره في اتخاذ القرارات وفي اقرارها وتنفيذها وورد في القران الكريم ايات تؤكد هذا المبدا لقوله تعالى وامرهم شورى بينهم وكذلك الايه الكريمه وشاورهم بالامر والتراث الاسلامي بكافه جوانبه يعد من المصادر والوثائق التاريخيه التي توضح اصاله الممارسات الاداريه ومرونه الاساليب والنظم التي طبقت في الاقاليم والولايات العربيه والاسلاميه وتكيفها مع الطبيعه الاقوام للظروف السياسيه والدينيه لكل منها