طبقة النبلاء في العصر الإقطاعي كانت طبقة أرستقراطية حاكمة، احتكرت الثروة، وتمتعت بمكانة عسكرية عالية وسلطة سياسية. ارتبط الانتماء إليها بحيازة الأقطاعات، حيث كان كل تابع إقطاعي سيدًا لمن هم تحته، شرطًا أن يكون فارسًا (إلا الكهنة). في بعض البلدان، سمح شراء الأراضي بالحصول على لقب نبيل. ارتبطت النبالة بالحروب والتبعية الإقطاعية، فالمحارب (الفارس) اختلف عن الفلاح، حيث امتلك أرضًا ومستوى معيشة أفضل، مما أدى لتطور النظام الاجتماعي وظهور طبقة الفرسان كطبقة عليا في أوروبا. كان شرط النبل هو الفروسية، فمهنة الشاب النبيل هي الحرفة العسكرية، بينما كان زواج المرأة من فارس طريقًا لتحقيق الشرف. ذكر كارل ستيفانسون التسلسل الهرمي الإقطاعي، مُركزًا على طبقة النبلاء، ففي إنجلترا، كان النبيل يُعرف بـ "رجل قبيلة المحلة"، لكن خارج ساحة المعركة، ارتبطت النبالة بحيازات إقطاعية، مع وجود ألقاب متميزة (دوق، كونت، بارون، إلخ.) في فرنسا. أضاف الإصلاح الكنسي لقبين جديدين: "أدوريستان" و"نائب السيد الإقطاعي". يُصور نسيج بايو ملابس المحارب النبيل: رداء طويل، بنطال ضيق، عباءة بلا أكمام، طابر، قلنسوة، درع، حربة، وسيف. أهمية الخيول في الجيش النورماندي واضحة في نسيج بايو، حيث يظهر الفنان تفاصيل السرج واللجام، مع تصميم فرس ذي أصول شرقية محتملة. تطور الزي الحربي مع استمرار استخدام المعطف المصنوع من الدروع، وتطورت الخوذة، وظلت الأسلحة كما هي، مع تطور حجم التروس وحملها لشعارات النبالة التي ساعدت على تحديد شخصية الفارس ونسبه. الحروب الإقطاعية اتسمت بفردية المعارك والمناوشات بين الفرسان، وعمليات السلب والنهب، مع ندرة المعارك الكبرى. ذكر كارل نوعين من القلاع: نمط روماني قديم ونمط فرنسي أصغر حجماً، مع تفاصيلها الدفاعية (خندق، جسر متحرك، أسوار، أبراج). كانت القلعة مقر إقامة وعسكرية. بين الحملات، مارس النبلاء الصيد، الاحتفالات، شرب الخمر، المقامرة، ومبارزات الفرسان. رأى البعض أن الإقطاع مدمر سياسياً، لكن هذا يركز على أمثلة مثل الإمبراطورية الكارولنجية، ففي فرنسا، كان الإقطاع متوافقاً مع حكومات فعالة، لكن الولاء كان متذبذبًا، لذا، يجب أن تكون الدولة الإقطاعية صغيرة. يُبرز النص ضعف السلطة الملكية الفرنسية في القرن الحادي عشر، وتطور الدوقيات، واستقلال كونتات أنجو، بلويس، شامبين، والغزو النورماندي. في فلاندر، انتقلت سلطات الملك للكونت، مُحولاً إياها لمملكة مصغّرة، مع "أمراء القلاع" (فيكونت) مسؤولين عن جمع الضرائب، وإدارة القلاع. أنجو مثّلت دولة إقطاعية مترابطة، بقيادة فولك نيرا وجيوفري مارتل، مع قلاعٍ وأبراجٍ صخرية. نورماندي كانت أقوى دولة في غرب أوروبا، مع التزامات إقطاعية محددة بدقة، ودوق يملك حق بناء القلاع، وسك العملة. قبل الفتح النورماني، لم يكن الإقطاع موجودًا في إنجلترا، لكن وليم الفاتح أدخله، محولاً إياها إلى دولة إقطاعية. أصبحت كل أرض في إنجلترا منحة من الملك مقابل خدمات. يُركز فهم التطور الدستوري الإنجليزي على علاقة الملك بإقطاعيه، فالجيش الملكي، ودخله، والمحاكم المركزية تعتمد على البارونات. استرداد الإمارة الكابيه بدأ في فرنسا مع لويس السادس. في ألمانيا وإيطاليا، انقسمت مملكة الفرنجة الغربية لولايات محلية، مع عدم وجود أراضٍ ملكية يمكنها القيام بدور نواة الحكومة. في سوريا، قامت إمارات صليبية مستقلة. تدهور الإقطاع بسبب نمو التجارة، وإقامة القرى الجديدة، وتحويل التزامات المزارعين لأجور نقدية، مما أدى لاختفاء النظام الإداري الإقطاعي القديم. في إنجلترا، تدهور السلطة السياسية للطبقة الأرستقراطية الإقطاعية، وحدوث التارونا، واسترداد Magna Carta. تغيرات أساليب الحرب، ومعها تطور الدروع والمَدافع، أدت لتفسخ نظام الفروسية، مع استمرار الطبقة الأرستقراطية الإقطاعية بالتعبير عن اعتزازها بتقاليدها الفروسية.