تفسير البسملة (بسم الله الرحمن الرحيم) ينص على أن الرسول ﷺ لم يعرف فضل سورة حتى ينزل عليه البسملة. استُحبّت البسملة في بداية كل قولٍ وعمل، كما في الوضوء، الذبيحة (شافعي وأوجبها آخرون)، الأكل، والجماع. الباؤ في "بسم الله" يُقدّر باسم (ابتدائي) أو بفعل (أبدأ باسم الله)، وكلاهما صحيح. ذكر اسم الله مشروعٌ تبركاً واستعانة. "الله" هو الاسم الأعظم، يوصف بجميع الصفات، وهو اسم جامد (القرطبي، الشافعي، الغزالي، إمام الحرمين) أو مشتق من أله. "الرحمن الرحيم" اسمان مشتقان من الرحمة، "الرحمن" أشد مبالغة من "الرحيم" (حديث قدسي)، و"الرحمن" عام لجميع الخلق، و"الرحيم" خاص بالمؤمنين. بعض أسماء الله خاصة به، وبعضها يوصف به غيره (مثل "الرحيم"). تفسير "الحمد لله رب العالمين": "الحمد" هو الثناء بالقول، و"الشكر" يكون بالجنان واللسان (ابن جرير، ابن كثير، الجوهري)، وهو أفضل الذكر (حديث). "رب العالمين": الرب هو المالك، "العالمين" جمع عالم (كل موجود سوى الله)، يشمل الإنس، الجن، الملائكة، والشياطين (الفراء، أبو عبيد، الزجاج). تفسير "الرحمن الرحيم": وصف الله نفسه بهما ليكون من باب قرن الترغيب بالترهيب (القرطبي). تفسير "مالك يوم الدين": "مالك" (من الملك) و"ملك" (من المُلك) كلاهما صحيح. تخصيص الملك بيوم الدين لا ينفيه عما عداه، فهو الملك في الدنيا والآخرة، ولا يتكلم أحد يوم الدين إلا بإذنه (حديث). "الدين": الجزاء والحساب. تفسير "إياك نعبد وإياك نستعين": العبادة في اللغة من الذلة، وفي الشرع هي كمال المحبة والخضوع والخوف. قدم "إياك نعبد" على "إياك نستعين" لأن العبادة هي المقصودة، والاستعانة وسيلة. النون في "نعبد" و"نستعين" للإخبار عن جنس العباد، و"إياك نعبد" ألطف في التواضع من "إياك عبدنا". تفسير "اهدنا الصراط المستقيم": بعد الثناء على الله، يناسب السؤال. "الهداية": الإرشاد والتوفيق، "الصراط المستقيم": الطريق الواضح، متابعة لله وللرسول (ابن عباس، ابن الحنفية، حديث). المؤمن يسأل الهداية في كل وقت لتثبيته على الهداية. تفسير "صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين": مفسّر للصراط المستقيم، هم النبيين، الصديقين، الشهداء، والصالحين (النساء: 69، ابن عباس). "المغضوب عليهم": اليهود، "الضالين": النصارى (حديث). يُستحب قول "آمين" بعد الفاتحة.