برز علم النفس الإرشادي في خمسينات القرن الماضي، مصحوبًا بظهور مصطلحات "المرشد النفسي"، "الإرشاد النفسي"، و"علم النفس الإرشادي". شهدت هذه الفترة عقد مؤتمر في مينيسوتا، إنشاء أقسام للإرشاد النفسي في جمعيات نفسية أمريكية وبريطانية، وإصدار مجلة متخصصة، بالإضافة إلى إدراج الإرشاد النفسي كمقرر جامعي. اتّخذ هذا العلم مسارين رئيسيين: التركيز على التوافق والصحة النفسية، مستفيدًا من دراسات النمو النفسي التي تُشدد على إتقان مهام النمو لتحقيق التوافق والسعادة؛ والتركيز على النمو النفسي ذاته، مع التركيز على فهم دوافع الأفراد ومشاعرهم بدلًا من مشاكلهم فقط، كما فعل سوبر في عام 1955. أدت هذه التطورات إلى إبراز حاجة ماسة للإرشاد في مجالات متعددة (مهني، دراسي، أسري)، وتوفير مراكز إرشادية متخصصة، بالإضافة إلى كوادر مؤهلة من المرشدين والمشرفين التربويين. باختصار، تُعد أربعينيات وخمسينيات القرن العشرين مرحلة ولادة ونشوء سريع لعلم النفس الإرشادي، مما جعله أكثر تخصصًا، ذو وسائل ومراكز خاصة، وخدمات مُخططة، مع تزايد عدد المرشدين، فرص تأهيلهم، والمنشورات المتخصصة في هذا المجال.