وتأثروا بما لدى تلك الأمم من حیاة اجتماعیة وثقافیة، إن من خصائص أدب الفكاھة الخفة والظرافة، ویشترط في الفكاھي أن یكون صاحب ذكاء یجعلھ یبحث عن الحیلة ویتدبر الخُطط وینسج خیوطھا. وتناول كثیر من الأدباء العرب الفكاھة، أفردوا الفكاھة بكتب خاصة، و"أبو الطیب محمد بن إسحاق الوشاء"، في كتابھ: "الموشى" أو "الظ َّرف والظ ُّرفاء"، و"أبو الفرج عبدالرحمن بن علي ابن الجوزي" في كتابیھ: "أخبار الحمقى والمغفلین"، "الخطیب البغدادي" في كتابھ: "التطفیل وحكایات الطفیلیین وأخبارھم ونوادر كلامھم وأشعارھم"، إلا أن شغفھم بكشف عیوب المجتمع ولا سیما، دفعتھم للخوض في ھذا المجال مستخدمین الفكاھة التي امتزجت بالسخریة، والفكاھة لون ھزلي أدبي موجھ، معتمداً على أسالیب ووسائط فنیة مختلفة كما أن الضحك المنبعث من الفكاھة ضحك سَار ٌّ ومبھج.