تبدو الثورة الفنية الحديثة, التي تجلت في الأثر الفنية الاسلامية وان جاء هذا الانتصار, يتبين للمتأمل عندما يبتعد في تأمله عن المنطلقات والاسس والدوافع الفنية الكبرى, ان هذا اللقاء القائم بين الكثير من تجليات الفن الاسلامي, والاعمال الفنية المعاصرة لقاء يجيء من مصادر مختلفة و متناقضة في فلسفتها ورؤيتها الشاملة, عند هذه الحدود الضيقة الملتبسة, حول الفن كابداع انساني عالي المرتبة, وحول الفن كاستشراف للمستقبل المجهول. فانه يزيد من كثافة الهم الفني المعاصر نفسه, ويغني الحوار والمناقشة والجدل. منذ اواخر القرن الماضي, نحو اعتبار العمل الفني عملا قائما بذاته ومستقل في كينونته عن غيره ويشهد بشهادته الخاصة عن الانسان والوجود, ونحو اعتبار عناصر العمل الفني, لغة قائمة بذاتها, هو بحد ذاته المعنى والمضمون الذي يسعى اليه العمل الفني ككل. او تنتصر للخصائص والصفات الفنية الاسلامية, يقول بالاستقلالية, ويشهد بشهادته الخاصة, ويصوغ من الشكل لغة قائمة بذاتها, فان الخطوات الحديثة, نحو الاستقلالية في الكينونة والحضور, كانت ترفع انا الفنان الى مرتبة نقطة مركز الدائرة الابداع, في حين ينكشف لنا, لدى تتبعنا الاسس المبدئية للفن الاسلامي, وان كان يتناقض مع مسيرة الفن, منذ عصر النهضة الاوروبية, يبقى فن فنانين, هم اسماء وعلامات واتجاهات. في حين يبدو لنا الفن الاسلامي, ان السؤال الصعب, الذي يطرحه الوقوف عند هذه الحدود الضيقة اللملتبسة هو,