كثيرا ما غمرني شعور بالشوق إلى زيارة مدينة العيون وأنا أسمع جدي وجدتي يتحدثان عنها في بيتنا بمدينة وجدة ، ويسترجعان ذكريات المسيرة الخضراء ومقاومة الاستعمار . يتكلمان عن الشاي وأوابه وطريقة تحضيره ، ودوره في الترحيب بالضيوف والأهالي ، ويتبادلان أطراف الحديث أيضا عن ساحة المشوار الفسيحة ، وسوق الحلي ومتحف فنون ألصخراء ، وشاطئ « قم الوادي » المتميز برماله الأمينية التي تجعل منه أحد أفضل الأماكن السياحية في العيون ، مما يزيد من حنيني واشتياقي الأقل الصحراء المغربية وعاداتهم وتقاليدهم . كنت أنا أتي : « متى ستزور مدينة العيون للاستمتاع بمناظرها الطبيعية الخلابة ، وتعرف عادات أخلها وتقاليدهم ؟ » كانت تجيبني مبتسمة بلا تردد : « عندما هي مؤسك الدراسي بنجاح وبينما نحن ننتظر قدوم الحافلة ، إذ مرت بنا سيدة لطيفة ، ألقت الحية ورحبت بنا . فمن لي يا صغير تختي بقراعته . وما إن أنطلقت ألحافله حتى شرخ في تضجه . أثارتي الوان الزاهيه وممي إليه صورة الساحرة ، وأن من التعليقات المكتوبة أنه يعرف بالعواصم الأربعة الدولة المغربشرعت في تصفح الكتيب صفحه صفحة ، فكانت فاس أولى محطاتي بأنوارها القديمة ، ومسجد القرويين المميز بقبايه المزخرفة ، ومسجد الأنديين بنافورته الفوارة وخزانته الكبيرة . فوجدت مكناس منتشية بمآثرها ، وباب المنصور مرحبا بژوارها ، وغير بعيد عنها الصبي وليلي شاهدة بأغنتها على أصالة المغرب العريقبلغت رفقة أنيسي مدينة الرباط المنتهجة بتنوع وتعد مأثرها . فبالإضافة إلى موقع شقة » و « قضية افة رائعة من فن العمارة المغربية الحديثة . وأنت في الرباط ترك الحرص الشديد على الترت الوهابية ترى ضريح محمد الخامس بسلفه الأخضر مناجيا صومعة حسان الشهيرة ، ومشكلا معها قرية عد متفرد في المتحف الأثري ومتحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر . وصلت إلى مراكش الحمراء ، فوجدت فيها الأنوار بأبوابها المثيرة ، وجامع الكتية بمنارته العالية وقصر البديع بحضرته الخلابة ، ومتحف محمد السادس لحضارة الماء ، وساحة جامع « القنا » تفج بزوار للملاقاة رواة الحكايات الشعبية ، وتلذ اطباق الشهية . لقد تحول سفري على الطريق إلى رلة تاريخية ، لقد أفادتي في تعرف بعض مظاهر حضارة عواصم بلادي الزاخرة بارها العريقة .