1. الجذور التاريخية للمنهج السيميائي : يجمع الدارسون على أن الإرهاصات الأولى لعلم السيمياء تعود إلى الحضارة الإغريقية القديمة، إذ يمكن العثور على إشارات داخل الموروث الفكري الذي خلفه اليونان منذ القدم، تلك الإشارات التي يلتقي بعضها مع الكثير من الأفكار التي قالت بها السيمانيات الحديثة. وأهم ما يمكن ذكره في هذا المجال ما أورده الباحثان ( محمد خاقاني ورضا عامر ) في مقالهما الموسوم ب "المنهج السيميائي : الية مقاربة الخطاب الشعري الحديث واشكالياته"، وهو تلك الجهود التي قام بها الرواقيون الذين عدوا بحق السباقين في اعتبار العلامة تحتوي دالا ومدلولا، كما يذهب إلى ذلك " أمبرتو إيكو . "ولعل هذا التقسيم الذي حفظ عن الرواقيين كان هو الأرضية الفكرية التي انطلقت منها السيميائيات الحديثة ممثلة في فارديناند دي سوسير الذي أعاد الاعتبار لهذا التصور من خلال تفريقه بين مصطلحي الدال والمدلول، كما سنرى في أثناء الحديث عن إسهامه في التأسيس لعلم السيمياء الحديث، ليسهل علينا بعدها إدراك مدى المشابهة الواقعة بين جهود سوسير،