الدولة في الإسلام قائمة على التزام عقيدة ونظام وتشريع يجمعها كلها دين هو الإسلام، فأول واجباتها حماية الإسلام في عقائده وأخلاقه، أو يشوش ويشكك في تعاليمه الناصعة من شبه وانحرافات وبدع. إن الإسلام مبني على فكرة أساسية، وهي أن كل وثنية أو تقديس أو تأليه لغير الله أو ابتداع في الدين فإنه يؤدي إلى الإضرار بالبشرية فكريًا وسياسيًا وعمليا. إن الوثنية تؤدي إلى الخرافات وإلى استعباد الإنسان للإنسان، أو استعباد الغرائز أو المال له حتى في حالة الإلحاد المطلق لابد من شيء يحتل المكانة العليا فيعظم ويقدس. فمآل الإلحاد إلـى نـوع مـن أنواع الوثنية، والوثنية تؤدي بوضعها في مكان الإله ما لا يستحق أن يكون إلها إلى نتائج سيئة وضارة، لذلك يرى الإسلام وجوب محاربة الوثنية، لما فيها من ضرر على البشرية لا يعدله ضرر. فالمنكرات والجرائم والظلم والاستبداد في الحكم - مع بشاعتها . أقل ضررا من العقائد الوثنية التي تؤله غير الله، سواء أكان ذلك صنما، ولهذا السبب نفسه يتسامح الإسلام إلى حد كبير مع المذاهب أو الأديان التي تقوم في أساسها التاريخي على عقيدة الإيمان بالله والنبوات، مهما يكن حكمه في تبديلها وفي نسخ أحكامها.