إن القائم بالدور قد يقوم بنشاطات متماثلة أو متباينة، ففي بعض التنظيمات الاجتماعية فالأدوار أكثر المايرا من غيرها، فمثلا دور المدرس يختلف كثوا عن دور طلبته، فالفرد قد يشغل دورين أو أكثر في جماعات مختلفة ضمن التنظيم الاجتماعي الذي يعيش فيه، وكل دور يفرض عليه عددا من العادات والمقاييس التي تحدد تصرفاته، فمثلا دور الموظف المسؤول عن قبول الطلاب في الجامعة حسب الدرجة والكفاءة، والموظف نفسه نشأته قبلية تعود على تميزه وتعصبه لبني عمومته، فينجم عنه أن الدور المهني والدور القبلي يدخلان في تنافس فيقع الفرد في حيرة وقلق، فكذلك الأستاذ الذي يعمل مدة طويلة يجد نفسه في صراع مع دوره كأب في إهماله لأطفاله .إن هناك أدوار تتكون وأخرى تختفي، وهكذا تتولد حركة الأدوار وليس هذا في الواقع سوى أدوار متصارعة، ففي ميدان الأدوار العلاقة بين (1) و (ب) يمكن أن تصبح عامة في لحظة ما، والعلاقة بين (1) و (ج) يمكن أن تصبح أقل أهمية، والنتيجة هي أن تعريف (1) سوف يتغير، وهذه الصورة الأخيرة تحمل عامل عدم التوازن، ففي حياة الفرد في وقت معين توجد أدوار مترابطة وتشكل حركة الأدوار، إلا أن تركيب حركيات الأدوار يمكن أن يختلف من مجموعة إلى أخرى ومن لحظة إلى أخرى، فهناك عدد من الأدوار المتتابعة بشكل منتظم حيث تشكل تواتر الأدوار يحددها المجتمع ومؤسساته بصورة تقريبية تضم نوعا من التناوب الذي يتبدل مع الوقت، وهنا يتوجب التمييز بين الوضع المفروض والوضع المكتب. فهناك أدوار مفروضة وأخرى مكتسبة تقترب من بعضها البعض، وأدوار تساعد على اكتساب أدوار أخرى بأسلوب سهل، ومن خلال دراسة مجتمع معين يمكن أن تقيم رسما حول "إطارات الأدوار" وذلك تناسبا مع إمكانية العبور البسيط أو الصعب من دور الآخر، فذات الشخص يمكن أن يتمم أدوار مختلفة متصارعة، فكيف نتعرف على الدور الذي سيتغلب؟ فمثلا ما بين الدور المهني ودور أب العائلة لايمكن التخلف عن العمل بحجة أن الإبن مريض، فإذا نشأ صراع ما بين الأدوار من هذا النوع فمبديا أن الدور المهني هو الذي يتوجب أن يتغلب لكن الصراع أكثر خطورة وحساسية عندما يتعلق الأمر بدور الأم مع ابنها. إن عدم وضوح التوقعات وعدم الإجماع عليها يؤدي إلى التوتر، وبالتالي إلى الصراع والتضارب والتنافس في المستوى الفردي والاجتماعي في سلوكيحدث الصراع عندما تتطلب التوقعات سلوكين متناقضين من الفرد، وهذا التناقض قد يكون جسديا أو اجتماعيا أو نفسيا.وقد يحدث الصراع بين شخصين أو أكثر نتيجة اختلاف التوقعات. أو التفكك الاجتماعي، (المعايطة، 2000،ينضح الصراع على أشده حين يكون بين الأدوار الأسرية والأدوار المهنية.61الأدوار الاجتماعية - مدخل نظري ويستطيعالفرد الواقع في تناقض أن يخرج من الصراع بواسطة عدة طرق منها: قد يتخلى عن أحد الدورين ويقطع ولاءه من إحدى الجهتين وينحاز كليا لجهة واحدة، فيجد تصرفاته وفق مقاييس تلك الجماعة، فمثلا: الأستاذفي دوره في إحدى الأحزاب أو الجمعيات قد يدخل في صراع فيختار بين أحد الأدوار وينحاز لمقييس دور معين وقد يتخلص الفرد من تناقض الأدوار عن طريق الانصياع إلى مقاييس كل جهة كلما كان ذلك ممكنا، أي تطبيق مقاييس جهة معينة وإهمال مقاييس الجهة الأخرى مادام بعيدا عن مراقبة ومعاقبة تلك الجهة، فمثلا المدرس الذي يبقى في مهنته كمدرس ولكنه في نفس الوقت يعابي فيدرجات بعض الطلبة مادام بعيدا عن المراقبة. وقد يسعى الفرد التغير بعض المقاييس في الأدوار التي يشغلها للقضاء على الصراع الذي يظهر في هذه الأدوار، وهي بذلك تغير مضمون دور الأمومة وتحول جزء من أدوار الأم إلى مؤسسة جديدة مهمتها الأمومة. وقد يخرج الفرد من صراع الأدوار عن طريق الإنتظار أو الإنسحاب الجزئي حتى يتسنى له الدور الأكثر قوة. قد يتغلب الفرد على تناقض الأدوار عن طريق الفصل التام بين الدورين والتمييز بينهما والقيام بهما منفصلين كل في مجاله، مثل الأستاذ الذي يقوم بتدريس الطلاب في القسم، وفق مقاييس دوره، ولكنه خارج القسم قد يعاملهم كأصدقاء وهي حالات منتشرة.إن صراع الأدوار في الجامعة يظهر من خلال وقوع أعضائها أمام أدوار متناقضة حين أداء وظائفهم سواء كان هؤلاء الأفراد أساتذة أو طلاب أو إداريين أو عمال. فمثلا يطالب رئيس الجامعة أو عميد الكلية بتنفيذ قرار وزاري معين كان يفتح تخصص ما،