فلما سمع الوزير كلام الملك يونان قال له: إنني قلت ما قلته شفقة عليك، فإن عملت به أنقذت حياتك وإلا هلكت كما هلك وزير كان قد احتال على ابن ملك الملوك. قال الملك يونان: ومن هو هذا الرجل، وكيف كان ذلك؟ قال الوزير: كان لبعض الملوك ولد مولع بالصيد والقنص، فظهر لهما وحش كبير، فقال الوزير لابن الملك: دونك الوحش فأطلبه، وضلّ عن الطريق ، وصار إلى برية مقفرة لا يهتدي المرء فيها إلى سبيل. وفجأة رأى جارية تبكي فقال لها: من أنت؟ فقالت: أنا ابنة أحد ملوك الهند، فصرت منقطعة حائرة. فقالت له الجارية: هلمّ ننزل فنرتاح هنا بعض الراحة. فقالوا لها: أئتينا يا أمنا حتى نرعاه في بطوننا. وخشي على نفسه ورجع. فقالت له: ما بالك خائفا؟ فقال لها: إنّ لي عدوا وأنا خائف منه. فقالت الغولة: إنك تدعي أنك ابن ملك، وأنا مظلوم. واصرفه عني، فلم يكد يتم دعاءه حتى اختفت الغولة عن نظره، فانصرف عندئذ إلى أبيه وحدثه بحديث الوزير المحتال، فأمر الملك بقتله في الحال. وأنت أيها الملك إن أمّنت لهذا الحكيم قتلك شر القتلات. لقد شفاك من المرض بشيء أمسكته بيدك أيضا. إن هذا الحكيم جاسوس يطلب هلاكي، وما دام شفائي بشيء أمسكته بيدي فهو يقدر أن يهلكني بشيء أشمه. ومتى حضر إضرب عنقه فتكفى شره، فقال الملك: صدقت أيها الوزير.