النقد السيميولوجي (العلاماتي): إذا كان تطور اللسانيات قد أدى إلى ظهور المنهج البنيوي في النقد الأدبي، فإن هذا التطور قد أنتج تيارات واتجاهات نقدية أخرى متميزة من النقد البنيوي ومختلفة عنه منهجياً أحيانا. ومن بين هذه الاتجاهات اتجاهات علمية أكثر منها نقدية، لقد سعت البنيوية إلى تقديم قراءات منغلقة للخطابات الأدبية، تعرف (السيميولوجيا) بأنها "العلم الذي يختص بدراسة العلامات ومستوياتها في الخطابات" وهو التحديد الذي قدمه (بيرس) الناقد الأمريكي. متقصية الإيقاع الخفي في هذه العلاقة (1) . ينطلق السيميولوجيون من رؤية ترى أن المشكلة اللغوية هي أولاً وقبل كل شيء مشكلة (سيميولوجية)، ما يعني أن اللغة تنتمي بدورها إلى تلك المجموعة من الأنظمة الرمزية التي تشكل الثقافة، والبحث في جوهر الأنظمة الفكرية لهذه الخطابات، فإن السيميولوجيا) لم تر فيه سوى شفرة أو عرف أو مجموعة سنن متفق عليها ضمن مستوى ما، من دون أن يكون ثمة اتفاق على أبعادها العميقة. بسبب من اتساعه وتعذر احتوائه إلى الأبد. ومن ثم إمكانية عودته إلى داخل النظام في حركة لولبية لانهائية. وهذا هو ما أفضى بهم إلى إطلاق العنان للقراءة ولكشف السنن وتنظيمها، التوكيد على حقيقة مفادها أن (السيميولوجيا) لا تبحث عن الحقيقة، بقدر ما تركز جهدها على عمليات الدال، فهي تبحث في الأنظمة الدلالية للشفرات والعلامات وطرق إنتاجها للمعنى (٢). لقد انتشرت (السيميولوجيا) بوصفها منهجاً علمياً انتشاراً واسعاً فدخلت المدارس والدراسات التكنولوجية والدراسات الفنية والأدبية والعلمية على حد سواء. وقراءة الصور وتفكيك الأشكال التعبيرية الأدبية وغير الأدبية. وتكمن أهمية (السيميولوجيا) ووظيفتها المنهجية في تمكين الدارس العلمي من الحصول على طريقة جيدة في التفكير، ضمن معطيات مجاله التعليمي،