إن تصميم البيئة المدرسية بشكل جيد وتجهيزها لتتناسب مع الفئة المستهدفة يجعلها قادرة على تقديم برامج تعليمية وأنشطة مدرسية من شأنها تكوين خبرات ومعلومات ومهارات واتجاهات إيجابية لدى المتعلم، وإظهار طيب الأثر على التعليم ومخرجاته، وتجعل في حسبان القائمين عليها وضع الحلول وتجريبها في حال ظهور مشكلة أو طارئ لتلافي أي خلل قد يضر بالعملية التعليمية. فعلى سبيل المثال لا الحصر المدارس المشتركة هي نموذج لمعضلة تواجه العملية التعليمية وذلك بسبب وجود أكثر من مدرسة بكامل طواقمها في مبنى واحد، وبالتالي سيتسبب ذلك بكثافة عددية للطلبة وكذلك للعاملين فيها، وعلى أثر ذلك يبحث مسيري العملية التعليمية عن حلول لمواجهة التحديات في بيئة التعليم في المدارس المشتركة، وينظر للتقنية على أنه مفتاح الحلول للعديد من الأزمات التي تواجه الأنظمة التعليمية على مر العصور. لذا أقرت وزارة التعليم نمط التعليم المدمج في المدارس المشتركة للتغلب على الكثافة الطلابية واستمرار العملية التعليمية بكفاءة عالية. إن التعليم المدمج واحدة من نتاج ثورة التكنولوجيا والاتصالات والتي كان لها مساهمة قوية في استمرار عملية التعليم أثناء الجائحة العالمية covid 19 ونجاحها، إذ كان لها اسهامات وأثر على التحصيل الدراسي للطلبة المستهدفين وهذا ما أكدته العديد من الدراسات السابقة التي أشارت إلى نجاح هذه التقنية وأثرها الفعال على التحصيل الدراسي مثل دراسة الحازمي (2018)، كما أشارت بالاتفاق دراسة عيسى (2020)، وأيضاً دراسة الحميدي وآخرون (2022). ولا نغفل دور المعلم فهو ركيزة أساسية في نجاح تطبيق نمط التعليم المدمج في هذه المدارس، وبالتالي فإن اتجاهاته نحو التعليم المدمج ستؤثر على جود التطبيق.