أهل الشورى الذين توفي رسول اللّه و هو راضي عنهم إنه طلحة الخير كما سماه رسول اللّه وطلحة الفياض كما سماه في موضع اَخر وطلحة الجود كما متجها إلى جبل أحد محاول مسابقة الزمن قبل فوات الأوان قبل أن يفقد صديق عمره وقد أحاط الكفار به من كل مكان هناك كان رسول اللّه في احرج ساعة في حياته والآخر سيكتشفه أبو بكر لنا الآن فقد أخذ أبو بكر يسارع الخطى وأنفاسه تكاد تنقطع ليلمح من بعيد وهو يمد ناظريه قبالة صديقه رجلأ يتحرك كالشبح ويقاتل كالنمر دفاعا عن رسول اللّه أمام رهط من فرسان قريش فتُرمى على رسول اللّه السهام فيتلقاها وترمى عليه الرماح فيتمنى أبو بكر أن يكون هذا الأسد هو نفسه ذلك الذي في باله ، عندها قال أبو بكر في نفسه : كن طلحة فداك أبي وأمي إ. كن طلحة فداك أبي وأمي" عبيداللّه ! هناك كان طلحة يقاتل ببسالة ما عرفت كواسر الأرض مثلها يدافع عن رسول الله بجسده وروحه ووجدانه فقد كانت السهام تتطاير نحو الرسول ليقفز طلحة كالنمر نحو الرسول محيطَا به ليتلقى السهام بنفسه قبل أن يرجع مرة أخرى لمقاتلة الكفار بسيفه والدماء تتصبب من كل مكان في جسده وفجأة ينطلق سهم خارق من أعظم رام سهامِ عرفته العرب نحو رسول اللّه مباشرةً فتلمح عين طلحة السهم وهو يقاتل المشركين فيسرع كالبرق الخاطف ليسبق هذا السهم قبل أن يصل إلى أعظم إنسان خلقه اللّه في الكون وبينما السهم يخترق عندها نظر رسول اللّه إلى يد طلحة والدماء تسيل من عروقها ليقول له " لو قلت بسم الله لرفعتك الملائكة والناس ينظرون " وبينما رسول اللّه ينظر إلى تلميذه بشفقه الوالد وهو ينظر إلى ولده الحبيب " دونكم أخاكم فقد أوجب "عندها لم يصدق الصدِّيق عينيه ! فلقد وجد أبو بكر جسد طلحة ملطخَا بالدماء حتى أخمص قديمه وبه بضع