الفصل الثالث دولة اليعاربة 1- مبايعة الشيخ ناصر بن مرشد بالإمامة أصبحت الحالة في عمان بعد استيلاء رؤساء القبائل على مقاطعاتها و انعزال كل رئيس بالحكم بنفسه في مقاطعة بالغة حالة كبرى من السوء ، فاجتمع أعيان البلاد بزعامة الشيخ خميس بن سعيد الشقصي ، فتوسم المجتمعون الكفاءة في الشيخ ناصر بن مرشد بن مالك بن أبي العرب فعقدوا له البيعة بالإمامة عام ۱۰۳4 ه في مدينة الرستاق التي كان يحكمها إبن عمه مالك بن أبي العرب . وقد عرفنا من المجتمعين في مؤتمر الرستاق خميس بن سعيد الشقصي و مسعود بن رمضان النبهاني و صالح بن سعيد الزاملي ، فما كاد يرى مالك بن أبي العرب ذلك حتى أمر بتسليم الحصن دون فتال ، و بعد ذلك إتجه الإمام إلى مدينة نخل و كان يحكمها أيضا عمه سلطان بن أبي العرب ، و عاد الإمام إلى الرستاق بعد أن عين واليا من قبله على نخل ، و أقبل الشيخ أحمد بن سليمان الرواحي إلى الإمام بالرستاق يدعوه لإستلام مدينة سمائل و سایر منطقة بني رواحة ( و هم قبيلة بني عبس ) ، فأجابه إلى طلبه و ذهب إلى سمائل و إستقبلته إستقبالا حافلا وسلم له الأمر أميرها مانع بن سنان العميري ، و لكن قبيلة آل بو سعيد تآمروا على الإمام بأن يقاتلوه عند خروجه الى صلاة الجمعة فعلم بذلك ، فتمكنوا من إقناعه بالخروج على الإمام كما أن قسما منهم ذهبوا إلى سيف بن محمد الهنائي الذي ما زال مستقلا ببهلا . فذهب إلى منح و توافد عليه سكانها و منها عاد إلى نزوى و جهز حملة إلى سعد لمحاربة ناصر بن قطن الهلالي بقيادة الشيخ مسعود بن رمضان فنجح القائد و ذهب الإمام على أثر ذلك إلى سمد ، ثم ارسل قائده إلى إبراء التي كان يحكمها محمد بن جيفر فإفتتحها ، و بدخول إبراء في حوزة الإمامه دانت منطقة الشرقية جميعها للإمام ناصر بن مرشد كما إنقادت له مقاطعة جعلان . ۳۰ جمع الإمام جيشا سار به إلى مقاطعة الظاهرة فدانت له جميعها و ذلك بفضل الجهود التي قامت بها قبيلتا الغيالين و الوحاشا . فمضى مع الجيش بنفسه و دارت بين الفريقين معركة كبيرة قتل فيها أخوه جاعد و إنهزم فيها بنو هلال ، و خضعت ضنك بعد ذلك للإمام بعد مناوشات مستمرة بين ولاته و بني هلال ، أما مقنيات فقد بقيت في حكم الجبور و لجأ إليها بنو هلال و بنو الريس و هؤلاء جميعا من حلفاء النبهانه ، فهجم أولا على بهلا و كان الجبور قد ذهبوا إليهم بجيش لمساعدة محمد بن سيف الهنائي و بعد معارك كبيرة دخل الإمام بهلا و قتل من الجبور قاسم بن مذكور الدهشمي . فغادر الإمام إلى نزوى بعد أن عين في سمائل واليا . و بدأ ناصر بن قطن يتصل بسيف بن محمد الهنائي ، فهؤلاء الذين قاموا ضد الإمام و عرضوا البلاد المجازر دموية رغم وجود عدو مشترك على السواحل ليسوا إلا اركان دولة النباهنة و المنتفعين بالفوضى التي كانت ضاربة و الإستغلال الذي يقفوا ضد الحق و الإصلاح و هم هياكل الباطل و الفساد ، و عهد الإمام إلى والي نزوى عبد الله بن محمد بن غسان بأن يتولى الحملة على بلاد سيت مركز بني هناد حيث يصول ويجول محمد بن سيف الهنائي ، فدخل القائد إلى المدينة و إنتصر على محمد وهدم حصونه فلاذ هذا بالإمام بنزوى ، و بعد ان تم له النصر عين فيها نجاد بن حمحام العبري واليا ، و بعد ذلك وجه جيشا بقيادة عبدالله بن محمد بن غسان الكندي إلى البريمي ، و كان من كبار مساعديه خميس بن رويشد الضنكي و حافظ بن جمعة الهنوي و محمد بن سيف الحوقاني و محمد بن علي فتمكن الجيش من دخولها و أخذ البيعة للإمام ناصر استقر الأمر الآن للإمام في كل أنحاء عمان ما عدا النواحي الساحلية التي يسيطر عليها البرتغال و من معهم من العملاء الذين يخشون من توسع الإمام ، فأسرع الشيخ عبدالله الكندي إلى لوى و عين على البريمي واليا من أهلها و هو الشيخ أحمد بن خلف الشامسي عن أمر الإمام و ذلك دليل على الثقة و على مسعى الإمام في حل أموره بالرفق و اللين و كسب القلوب ، فأمر محمد بن علي أحد كبار قادته بالذهاب إلى صحار و محاصرة طريقها إلى لوى و عدم السماح بأي مدد يخرج من صحار ، فلم يعد بالإمكان محاصرته معاشيا و التضييق عليه و على شعبه و عاد القائد إلى نزوى بعد أن عين بها أحد مساعديه الشيخ محمد بن علي و هو من الرستاق ،