‎ الحضارة بعض الكاتبين في تاريخها بأنها: ((نظام اجتماعي يعين الإنسان على الزيادة من إنتاجه الثقافي)) وتتألف الحضارة من العناصر الأربعة الرئيسية : الموارد الاقتصادية ، ولاطراد الحضارة وتقدمها عوامل متعددة من جغرافية واقتصادية ونفسية كالدين واللغة والتربية ، غير أن ما تمتاز به حضارة عن حضارة إنما هو قوة الأسس التي تقوم عليها ، وكلما كانت الحضارة عالمية في رسالتها ، وقد كان لقيام حضارتنا عوامل ، فهي أول حضارة تنادي بالإله الواحد الذي لا شريك له في حكمه وملكه ، كما كان لهذه العقيدة أثر كبير في الحضارة الإسلامية تكاد تتميز به عن كل الحضارات السابقة واللاحقة ، وسر العجب في هذه الخاصة من خصائص حضارتنا أنها استطاعت أن تنشئ نظامًا للدولة قائمًا على مبادئ الحق والعدالة ، ولكل فئة من العلماء اختصاصهم والجميع يتساوون أمام القانون ، فكيف إذا وجد في التاريخ حضارة قامت على الدين وشادت قواعدها على مبادئه ثم هي من أشد ما عَرف التاريخ تسامحًا وعدالة ورحمة وإنسانية ! . ومهوى أفئدة الأحرار والأذكياء من كل جنس ودين . ‎الأول - أن كل حضارة فيها عنصران : عنصر روحي أخلاقي ، أما العنصر المادي : فلا شك في أن كل حضارة متأخرة تفوق ما سبقها ، ولو جاز هذا لجاز لنا أن نزري بكل الحضارات التي سبقت حضارتنا ، وأما العنصر الأخلاقي والروحي : فهو الذي تخلد به الحضارات ، ولقد سبقت حضارتنا كل الحضارات السابقة واللاحقة في هذا الميدان ، إن الغاية من الحضارة هي أن تقرب الإنسان من ذروة السعادة ،