أخـذت تتنصت في اتجاه المطبخ فكان الهدوة سائدا، وعندما تحسست بيدها فوق الشرير إلى جوارها وجدته خاليا، تتخبط في مشيتها داخل الشقة، لقد رأت شيئا أبيض اللون عند دولاب المطبخ أضاءت النور. كانـا قد وقفا بقميصي الثوم، لقد تعودت تنظيف مفرش المنضدة كلما كانا يتأهبان إلى الفراش كل مساء، وهنا اكتشف أنه كان فعلا يبدو عجوزا وهو بالليل في قميص النوم، على مدار النهار كان يبدو أحيانا أصغر سنا. ولكن ربما كان شعرها هو السبب حيث إن الشعر يتسبب في جعل النساء تبدو ليلا أكبر سنا، حافي القدمين هكذا فوق البلاط البارد ستصاب بالبرد أيضا. «ظنت أنه قد يكون ثمة شيء ما » قال ذلك مرة أخرى وهو يعاود النظر من ركن إلى آخر دون داع على الإطلاق، وأخذت تزيح الفئات من فوق المفرش. وكرر هو مردها «لا، لابد أن أطفئ النور الآن و إلا فإنني سأضطر إلى الاتجاه بنظري إلى الطبق في حين لا يصح لـي أن أفعل ذلك». أخذ كلاهما يتخبطان مـــــرعين غير الممر المظلم إلى حجرة النوم، وكانت أقدامهما الحافية تحدث العمات على الأرض، ورأى هو أنها الرياح حفا « لقد كانت الريح تعصف طوال الليل بأكمله، وقالت وهي تتثاءب بصوت منخفض «إن الطقس بارد، وعندما عاد في اليوم التالي إلى المنزل أزاحت إليه أربع شرائح خبز في حين أنه كان في العادة يأكل ثلاثا فقط. وفي هذه اللحظة أحدث تشفق عليه. فقال وهو منكب على الطبق « لا يمكنك أن تكتفي بتناول شريحتين». " ولم تجلس تحت المصباح عند المنضدة إلا بعد برهة.