‎ثم ختم حديثه بقوله: "إنتظرني سأحضر فوراً". طويل القامة نحيلها وروّي الجبهة والعينين , علي ذلك كان يتمتع بحيوية مرحة وتلتمع عيناه بنشاط وابتهاج ، مرق من المنفذ ليعبر الشارع إلي ضفته الأخري، وقال أحد الشهود فيما بعد إنه كان عليه أن يتراجع بسرعة وإنه لو فعل ذلك لنجا رغم سرعة السيارة، وكأن الأمر لا يعنيه البتة ، أندفع هو من أمام اللوري فجأة، وبسرعة وبدون أن ينظر إلي يساره كما يجب"، وإذا لم يجد وجها مستجيبا عاد ليقول بلهجة خطابية: "لم يكن بإمكاني تفادي الصدمة "لكنه طار في الهواء والعياذ بالله"
"ولو عفو ربنا كبير، "كل ساعة حادثة من هذا النوع"
وجاء شرطي مسرعا وفتح له وقع قدميه ثغرة في السور الآدمي، نفذ منها وهو يصيح في الناس أن يبتعدوا خطوات. وبوليس النجدة والإسعاف في الطريق اليه" 
واعترض الحادث جانب الطريق واضطرت السيارات إلي الإلتفاف حول السور البشري مشاركة الترام في ممشاة ، ومن ركابها تطلعت أعين إلي الضحية في اهتمام وأعين تجنبت النظر في جذع ، وتسائل مرة أخري:"هل من شهود؟"، وأعادوا علي مسمع الضابط ما حدث منذ ما كان الرجل المجهول يتكلم في التليفون ، "عملية!" فهز رأسه قائلا: "إنه يحتضر!"
وصدقت فراسة الطبيب فلقد تحرك الرجل حركة شاملة كالرعشة واضطرب صدره اضطرابا متلاحقا متحشرجا، إذ أن تعليمات شبيهة صدرت إليه من طبيبه في نفس الشأن، اليوم تحقق لي أكبر أمل في الحياة"، وها هو علي يتوظف،