نشأة علم الدعوة: قد بدأت الدعوة الإسلامية أول ما بدأت علماً وعملاً ، يتلو عليهم آياته ، وصبر وصابر حتى أظهر الله دينه : (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ وحملوا الأمانة. فاتبعوهم وقاموا بوظيفتهم حق القيام. وتضافرت على حمل هذه الرسالة في تلك العصور جميع الجهود الفردية والجماعية، حيث كان الفرد المسلم يرى في الدعوة إلى الله حياته ومناط سعادته في الدنيا والآخرة، فلا يصرفه عنها صارف، تحفظ الأحكام وتطبق النظام، كل هذا جعل المجتمع الإسلامي بكل وحداته ومؤسساته مجتمعاً دعوياً يعمل لصالح هذه الدعوة، ويحقق ما وَصَفَهُ الله به بقوله: الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة ، لم يكن في حاجة ليبرز فيه علم خاص يُعرف بعلم الدعوة، أو توجد فيه مؤسسات دعوية، فكانت هناك مجتمعات كثر فيها القاعدون ، وقل فيها الدعاة العاملون. وأضاعت بركته، وذلك على مختلف المستويات الفردية والجماعية ، فتتابعت بذلك على المسلمين المصائب، وفقدت الدعوة كثيراً من حيويتها وحركتها. وعرفوا عظم مصيبتهم واجتهدوا في النهوض بدعوتهم، وتعددت في سبيل ذلك الاجتهادات العلمية والعملية وانبثقت الحاجة الجديدة إلى وجود علم يعرف بعلم الدعوة، يعتمد على فهم الكتاب والسنة،