يحرص مجتمعنا الإماراتي المتمسك بعاداته وقيمه وثقافته الأصيلة المستمدة من تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف على تحقيق رسالة الأمن والاستقرار المجتمعي والمحافظة عليها إلى جانب الاهتمام بسلامة النشء ورعاية الشباب الذين يمثلون ثروة الأمة وأساس تقدمها وبقائها من خلال مراكز الدعم الاجتماعي التابعة لإدارة الشرطة المجتمعية ومدى مساهمتها في وقاية المجتمع من الآثار السلبية لمختلف المشكلات والقضايا الاجتماعية وانعكاساتها على أمنه بالإضافة إلى احتواء المشكلات الشبابية، ومعالجتها لتحقيق الأهداف المنشودة، إلا أننا في ظل التغيرات وتداخل الثقافات وتأثر أفراد المجتمع بما تعرضه وتبثه وسائل الإعلام لتلك الثقافات الدخيلة عن طريق القنوات الفضائية والانترنت وبعض المجلات الإباحية أصبحنا أمام مشكلة حقيقية ألا وهي 'شبابنا والتقليد الأعمى لبعض العادات والتصرفات الغريبة' الأمر الذي يتطلب منا جميعاً كأفراد ومؤسسات مواجهتها والحد من آثارها وانعكاساتها السلبية على مستوى الفرد والأسرة والمجتمع ككل· فإن التقليد الأعمى للغرب يعد من أخطر السمات التي بدأت تغزو عقول الشباب العربي الذي أصبح ينجرف وراء سيل من العادات الدخيلة على مجتمعنا العربي الإسلامي والتي يقوم بها بعض الشباب دون معرفة أو دراية بمصدرها وخطرها الاجتماعي والديني وما يترتب عليها من مشاكل أسرية كثيرة معتقدين بأن هذا التغير سيكون للأفضل واعتباره نوعا من مواكبة التطور، ومن أبرز مظاهر التقليد التي نلاحظها على الشباب قصات الشعر الغريبة وطريقة الملبس أو المظهر الخارجي بالإضافة الى التقليد في أسلوب الحياة وبعض التصرفات الأخرى البعيدة تماما عن عاداتنا وقيمنا العربية الأصيلة· ولعل من أبرز الأسباب التي تدفع الشباب الى التقليد هو ضعف الوازع الديني لديهم وغياب الرقابة من جانب الأسرة بالإضافة إلى تأثرهم بوسائل الإعلام الغربية وفهمهم الخاطئ للتطور وعدم اعتزازهم بعاداتهم وتقاليدهم العربية، لذلك علينا أمام هذه الأسباب والمغريات الكثيرة بتكثيف الجهود وتعاون جميع الجهات والمؤسسات المعنية من أجل تنوير وتوعية أفراد المجتمع بخطورة المشكلة من خلال إعداد وتنظيم العديد من المحاضرات والندوات التثقيفية حول هذا الموضوع، إلى جانب دور وسائل الإعلام والاتصال بتوجيه أهدافه نحو غرس القيم النبيلة في نفوس الشباب والابتعاد عن المضامين السلبية ولا ننسى دور ومسؤولية الأسرة في تربية الأبناء ومراقبتهم ونشر الوعي اللازم لديهم·