. الحالة السياسية : جاء في الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تحدث ذات يوم على المنبر إلى أصحابه فقال : ( إن عبداً قد خيره الله بين زهرة الدنيا وما عنده ، ولم يدرك الصحابة حقيقة مغزاها إلا حين اختار الله رسوله للرفيق الأعلى . أبا بكر أن يصلى بالناس . ولكن أبا بكر رضي الله عنه تلا عليهم الآية الكريمة من سورة آل عمران : ( وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ ، لم يكد النبي صلى الله عليه وسلم يفارق أصحابه حتى ظهر بينهم خلاف أوشك أن يكون عظيم الخطر على وحدتهم ، وأزمعوا أن يبايعوا رجلاً منهم بالخلافة ، ورشحوا سعد بن عبادة زعيم الخزرج . وخطب فيهم أبو بكر وقال لهم : نحن الأمراء وأنتم الوزراء. وكرهوا أن يأخذوا الخلافة أجراً على ما أبلوا في دين الله من البلاء، لولا أن الله كتب لهذا الدين الحفظ ( إنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ ) (1) .