يُعدّ مذهب الحنفية أول المذاهب الفقهية انتشارًا، ويُناقش هذا النصّ معالمه بدءًا بسيرة الإمام أبي حنيفة. وُلد النعمان بن ثابت (أبو حنيفة) سنة ٨٠هـ بالكوفة، بدأ بالتجارة قبل أن يلتفت إليه الشعبي، مُشجّعًا إياه على حضور مجالس العلماء. تأثّر تكوينه العلمي بتعدد الأعراق والفرق في العراق. من أبرز شيوخه حماد بن أبي سليمان الذي لازمه ١٨ عامًا، وروی عن أكثر من ٧٠ راويًا، منهم الشعبي وعكرمة وعطاء. أما تلاميذه البارزون فمنهم أبو يوسف ومحمد بن الحسن الشيباني. امتاز أسلوب تدريسه بطرح الآراء والاعتراضات للوصول للرأي الراجح. وأشاد به كبار العلماء كابن المبارك والشافعي وابن عبد البر والذهبي، مُشيرين إلى فقهه العميق وقوة حجته، حتى وصفه مالك بأنه قادر على إقناعك بأي شيء.