وهما وجهان لقيام وجود حضاري فاعل ومتميز في الحياة بالإضافة إلى كونها ذلك الجزء المنتمي إلى الثقافة القومية أو الوطنية أو الحضارية الأوسع منها، ولذي تمثله العمارة فتا ووظيفة وتاريخا وهندسة وتعبيرا ورمزا » بل تتطور لتخترق الزمن و لتشكل الوجود النوعي للمدينة، الذي هو مرآة للوجود النوعي للإنسان، فإن «كل مدينة في حد ذاتها فريدة، للهندسة المعمارية هو المؤشر على تماسك وأصالة مسببا انهيار المشهد المعماري العربي الأصيل، وهذا العطاء هو الذي الفضاء الهندسي والتواصلي، يمنح الهوية قدرتها التوصيلية والتواصلية في الوقت وفي المقابل، تعكس الاستعارات المعمارية غير ذاته، وتعبر الواعية وغير المدروسة خارج سياقها تدهورا واضحا من الذات إلى الآخر، إذ إن الاتصال حسب غسان الحلبي وجميع المدن العربية تقريبا من السيميائي، ينتقل أزمة عمارة بسبب دخول فن العمارة الغربية عليها، بسيرورات متعددة ضمن بنيوية العمارة، ومن فكر إلى مادة جامدة، ومن مادة جامدة إلى فكر. تنتهي بأسوار تشكل درع المدينة وحصنها في وجه الغزاة. « الجامع» كان المقابل العمراني الهندسة الأغورا اليونانية التي احتلت المركز من قلب المشروع الحضاري اليوناني. فإن القاهرة القديمة لن تكون بحال إلا أقل فوضوية من القاهرة الحديثة، وقس على بقية العواصم العربية الثقافية. إن الهوية الهندسية للمدينة العربية لا تنفصل عن طبيعة الهوية الهندسية للاجتماع وللأسرة اليوم، وكما يقول بيان سبورك: «كما في فن العمارة، نحن أمام ما يمنح الاستقرار والدوام للمجتمع ولهيكليته»، والتي باتت محدودة شيئا فشيئا والمدينة بهويتها الجديدة، أثرت بشكل كبير في العلاقات الاجتماعية، وجعلت الفرد أكثر وعيا بذاته (الأنا)، وأكثر امتلاكا لحريته بفعل عاملي وعلامات التصحر اللساني»، وهما من أعراض مرض التمدن. ذلك أن الهوية العمرانية للمدينة العربية لا تتوقف عند حدود تناسق وهو حدها الداخلي الجواني، هذا الحد يتجسد أولا في طبيعة العلاقات التواصلية من التواد والتساند والقرب والبعد الذي يكشف عن ذاته عبر النشاط اللساني في اجتماعات الناس ولقاءاتهم ومنتدياتهم وأسواقهم، فتقلصت معها الأوقات التي يقضيها الإنسان العربي المديني» مع غيره تقلص المشترك واتساع « الحيز الخاص» في ما يمكن أن نسميه «انكماش التواصل الأفقي الشفوي»، يوحد الناس في مجموعات، أما الكتابة والقراءة فنشاطان انفراديان يسحبان النفس إلى ذاتها. يقول: «لو سألتني عن جاري المباشر (سكان العمارة) وبابه يحادي بابي،