حماية الحبارى وتربيتها في الأسر تراجعـــــت أعداد طيور الحبارى في العالم بمعدلات مخيفــــــة في نهاية القرن الماضي ومطلع القرن الحادي والعشرين. ويعزى ذلك إلى الصيد الجائر لمثل هذه الطيور الجميلة، فالصيادون أخذوا يطاردونــــــها في كـــــل مكان، وللتلوث وانتشار التصحر، وتدهور البيئة الفطرية التي تعيـــش فيـــها الحبارى. ويقدر أن ما بين 10000-5000 طائر حبارى يتم اصطيادها كل عام، وإذا استمرت عمليات الصيد وتدمير البيئة على هذه الوتيرة فستنخفض أعداد الحبارى في العالم تدريجياً، وربما تنقرض بالكامل بحلول عام 2027. و وضعت بعض أنواع الحبارى في القائمة الحمراء المخصصة للأحياء المهددة بالانقراض في كثير من دول العالم؛ ولهذا دعت الكثير من المنظمات المحلية والعالمية إلى حماية طيور الحبارى، وتوفير البيئة الآمنة للأعداد المتبقية منها؛ فالحماية تخفف الضغط على الأعداد المتبقية وتوفر البيئة الآمنة اللازمة للتكاثر بعيداً عن بنادق وصقور الصيادين، مما يضمن استمرار نمو الأعداد المتبقية في الطبيعة. كانت عملية تربية الحبارى وإكثارها في الأسر مجرد حلم في الماضي، لكنها اليوم تعد حقيقة واقعة، وتجربة واعدة لإنقاذ هذا الطائر من الانقراض والإبادة في كثير من دول العالم، وفي دول أوروبا وآسيا وفي بعض بلدان الشرق الأوسط، وفي إفريقيا والجزيرة العربية. 1. «المركز الوطني لأبحاث الحياة الفطرية» في مدينة الطائف بالمملكة العربية السعودية، حيث يتم فيه تفقيس البيوض الأولى في الأسر، ثم تطلق الحبارى النامية في البيئة من جديد، وخصوصاً في محمية «محازة الصيد» في السعودية. وما بين عامي 1998-1991 بلغت أعداد الطيور المطلقة في المحمية المذكورة 330 طائراً. وقد سجلت أول أعشاش للحبارى وسط المملكة بعد انقطاع دام أربعين عاماً، وخلال عشر سنوات منذ بداية العمل تم إنتاج نحو 2000 طائر من الحبارى في الأسر . 2. ومن المراكز الدولية الحديثة التي تعنى بتربية الحبارى وحمايته وإكثاره في الأسر: «المؤسسة الدولية لسمو الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود (رحمه الله) لحماية وتنمية البيئة الفطرية (IFCDW)» التي افتتحت مرافقها عام 1997 في أغادير بالمغرب؛ وذلك لإكثار وتربية وحماية الحبرج Houbara Bustard بأنواعه وسلالاته الآسيوية والإفريقية، ففي هذا المركز محطة ومرافق لتربية الحبارى في الأسر، ومختبرات ومراكز أبحاث، وعيادة بيطرية، ومختبرات وراثية، ولدى المؤسسة برامج لحماية أمكنة تعشيش الحبارى في بيئتها الطبيعية، حيث يتم جمع البيض وحضنه وتفقيسه في المركز، ثم تربى الأعداد النامية في الأسر، مع برامج لإطلاق سراح الكثير من الحبارى المنتجة وإعادة تأهيلها في البيئة». ودأب مركز أغادير لتربية الحبارى في السنوات الأخيرة على إنتاج ما بين 1500-1000 طائر سنوياً من الحبارى في الأسر. وفي دولة الإمارات العربية المتحدة مراكز وتجارب مماثلة يرعاها المركز الوطني لأبحاث الطيور (NARC) والصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى وبعض المراكز والمؤسسات الأخرى. ولدى دولة الكويت حالياً توجه لتربية الحبارى الآسيوية، بالتعاون بين معهد الكويت للأبحاث العلمية وجمهورية منغوليا.