أرجو أن لا تستنتجي من كلامي أنني أتبنى فكرة تعريض طفل في مرحلة ما قبل المدرسة للتلفزيون بدون حدود على العكس من ذلك، أنا أعتقد أن تحفيز نمو طفلك يجب أن يتم عبر مجموعة واسعة من الأنشطة داخل المنزل وخارجه فطفلك يجب أن يتسلق ويجري ويركب الدراجة الثلاثية العجلات ويلعب في الرمل ويبني بالمكعبات ويرسم ويلوّن ويستمع إلى التسجيلات وتقرأ له الكتب. أعتقد أيضًا أنّ للتلفزيون مكانًا بين هذه الأنشطة، على أن يكون ذلك بنسبة معقولة وألا يحظى بحصة الأسد منها على أي حال.وبما أننا نتحدث عن التطوّر اللغوي للأطفال، فسيكون مناسبا طرح السؤال التالي: هل يجب أن تعلمي طفلك القراءة؟ في الفصل الحادي عشر «المدرسة البدأ في البيت - الجزء الأول» سأناقش هذا الموضوع بالتفصيل وسألفي بعض الضوء عليه بناءً على نتائج الدراسات الحديثة. ولكن دعيني أجب باختصار عن هذا السؤال فأقول: نعم، أعتقد أنها فكرة جيدة أن تحاولي تعليم طفلك القراءة في مرحلة ما قبل المدرسة فنتائج الأبحاث تحثّ على السير في هذا الاتجاه. ولكن السؤال الحاسم هو متى؟ أحد الكتب التي تقترح على الأهل تعليم أطفالهم القراءة يوصي بأن عمر السنتين هو أفضل وقت للبداية. والكتاب نفسه يُؤكّد: «إذا لم تمانعوا تحمّل بعض المتاعب فعليكم أن تبدأوا في الشهر الثامن عشر، أما إن كنتم أذكياء جدا فعليكم البدء في الشهر العاشر».إن هذا هراء محض وأنا أخشى فعلا أن بعض الأمهات المتخصصات، ربما حاولن تعليم طفل في شهره الثامن عشر، إن محاولة كهذه مثيرة للضحك إن لم تكن مأساوية تماما. إن الوقت الملائم لمحاولة تعليم الطفل القراءة في المنزل هو عندما يبلغ الثالثة من العمر لا قبل ذلك، فمرحلة المراهقة الأولى ليست الوقت المناسب لتعليم الطفل القراءة، لأنها فترة يصارع فيها كل المشاعر المتناقضة والضغوط من أجل الامتثال التي ذكرتها في الفصل السابق. وهو ليس بحاجة إلى ضغوط إضافية، لذا عليك بتجاهل موضوع تعليم القراءة في هذا العمر.