وخلفت أثارا في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية. والحديث عن الفساد يأخذنا لما قال فيه العلماء والحكماء من أصحاب الدين، وفقهاء القانون حيث قال ابن القيم الجوزية رحمة الله عليه " إتباع الهوى يعمي عن الحق، وطول الأمل ينسى الآخرة وهما مادة كل فساد " وبتفشي ظاهرة الفساد في أغلب دول العالم، ووضع آليات مؤسساتية وأخرى موضوعية، وكانت الجزائر من الدول السباقة لمحاربة ظاهرة الفساد لما لهذه الظاهرة من انعكاسا ت على الاقتصاد الوطني و كذا الجانب الاجتماعي. سعت الجزائر من خلال المصادقة على اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد المعتمدة من قبل الجمعية العامة المنعقدة في 31 أكتوبر 2003 ، للحد من هذه الظاهرة إذ اعتبرت الجزائر من أوائل الدول العربية التي صادقت على اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد من خلال المرسوم رئاسي رقم 04- 128 المؤرخ في 19أفريل2004 ، لعلها تكون حصنا منيعا ، والجانب الثاني باعتباره جريمة لا بد من التحقيق فيها ومعاقبة فاعليها، فإن شريعتنا حرمت الفساد وذلك في الكتاب والسنة في عدة نصوص كقول الله تعالى :" وَإِذَا تَوَلَّىٰ سَعَىٰ فِي الْارْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ" ، وقد صنف المشرع الجزائري هذه الجرائم ضمن الجرائم المستمرة ،