لم تكن صورة الماضي سوى ذاكرة مجلجلة بالحروب ، تروي قصص الخراب الذي حلّت بالبشرية على امتداد تاريخها ، وذلك الصراع الذي أتى مصحوبا بالتنافس والحسد والشعور بالنقص ، وما صاحبها من جمال وازدهار ، ومعيشة لم تكن ضنكا ، فالأدب تمكن قيمته الأساسية في نقل الواقع من ارض المعارك ، ومن هنا يمكنني القول ان حروب المثقفين في الاستخواذ على تفاصيلها ، وبناء الثيمة الحكاية في عمليه سرد حقيقي كانعكاس لتلك الوقائع ،قد أعادتنا الى الأزمنة التي مرت لننهل من تجاربها ،ولنبحر مع كتابها الى حيث الخراب والدمار بأسلوب حكائي ممتع ، حيث استطاعت الرواية في نقل تلك الفواجع بعمقها وحيثياتها ، على الرغم من انتظار الأمهات ، والكثير ممن عاد منهم تجده فاقدا لعضو من أعضاء جسده المضمخ بالشظايا ، والذي عملوا على إذكائها ، مازالوا يفكرون بطرق أكثر وحشيّة اخرى .ربما تغيّرت الحروب وما عادت فصولها كالسابق ، بل تطورت اساليبها الى مديات شاسعة ، فتقنيات الإبادة والقتل قد تطورت ، وهنا لابد من وقفة إزاء ما يحصل من صراع بين امريكا وحلفائها كالكيان الصهيوني والسعودية والإمارات ، ومحور المقاومة والممانعة المتمثل بايران العراق سوريا لبنان واليمن ، وما عمليات احتجاز السفن الا خطوات استباقية تعمل على اندلاعها ، وهنا لابد من التذكير بان العراق سيكون ساحة حرب ، ولم ينج من النأي بنفسه عند اشتعالها ، وسينقسم الروائيون العراقيون الى قسمين ، فهل سنشهد أدب حرب .؟ كتلك التي كانت مادته حرب امريكا في فيتنام ، والحرب العالمية التي كتبها الكاتب الألمانى إريك ماريا ريمارك، الذى كان جنديا فى الحرب العالمية الأولى، "حيث تصف الرواية الضغوط الجسمانية والعقلية الفادحة التي تعرض لها الجنود الألمان أثناء الحرب، والانفصال عن الحياة المدنية كما يشعر به العديد من أولئك الجنود لدى عودتهم من الجبهة، والانفصال عن الحياة المدنية كما يشعر به العديد من أولئك الجنود لدى عودتهم من الجبهة" ولئن طبيعة الحروب قد اختلفت ، لان أزرار الصواريخ ستكون بديلا عن الخنادق والمتاريس ، فما على القاص سوى نقل حجم الخراب الذي سوف تحمله الصواريخ الى المدن المزدحمة بالسكان ، في انقطاع الماء والكهرباء ، وارتفاع أسعار المواد الغذائية الضرورية ، فعل سنعيش تلك المحن .