ثم أثنى على الصحابة لنقلهم لنا هذا الدين حيث قال أنهم كانوا على أعلى مستوى من الكفاءة في النقل لقوة حفظهم و ذاكرتهم في كل المجالات، و كل هذا وذاك يعود بفضله إلى البيئة التي تربوا فيها والتي كانت تحث و تشجع على قوة الحفظ و أمانة النقل. ثم انتقل بنا إلى القول أنّ الصحابة دخلوا أكثر أقطار الأرض وأنّه ما جاء عصر عثمان -رضي الله عنه- إلّا وقد دخلوا أوائل الهند حتى وصلوا إلى أوائل بلاد الترك, وشرح كلًا منه على حدى في ما ابتدعوا و ما اختلفوا فيه عن معظم ما يتعارف عليه بين باقي السواد الأعظم من الأمة. وضرب العديد من الامثلة المفصلة عن كل مدرسة وما امتازت به كمدرسة الزيتونة والأزهر الشريف وجامع القروين وتلك المنتشرة في بلاد الشام كالجامع الاموي في دمشق، وعن أهمية هذه المدارس العلمية والأزهر الشريف خصوصًا كَقِبلَة عِلمية منضبطة وعَملية تقبلها الأمة جميعًا في القبول لِما جمع فيه من الخبراء المتخصصين في شتّى المجالات للتعلم و التعليم بالأجازة لما يقارب و يزيد عن سبعين علمًا، فصار الأزهر الشريف شعارًا للأمة الإسلامية في العلوم و المعارف لفرادة منهج الأزهر و الخصائص المبنية على الإسناد، أي أنه درس عن عالِم والذي بدوره تدرّس عند عالِم وشيخ حتى يتصل به السند إلى حيبنا محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم- فتمخّض عن ذلك علماءٌ أفذاذ. ثم أنهى المحاضرات إلى ضرورة فهم المسلمين الدين بالشكل و المنهج الصحيح من المدارس العلمية الكبيرة والمشهورة كالأزهر الشريف كمركز ومصدرًا لفهم ما هو صواب و خاطئ , وكما قال العلَّامة ابن سيرين -رحمه الله تعالى-: " إنّ هذا العلمَ دينٌ فانظروا عَمّن تأخذُونَ دينكم.