Les racines - الجــــــذور 13 أكتوبر 2012الأدب في عصر الضعف والإنحطاطيمتد عصر الضعف والإنحطاط على مدى خمسة قرون من سنة 656هـ الموافق لـ 1258م تاريخ سقوط بغداد حتى سنة 1213 هـ الموافق 1798م تاريخ حملة نابليون على مصر ذلك ما توافق عليه النقاد ودارسو الأدب فماهي أسباب سقوط بغداد.أسباب سقوط بغداد كثيرة تراكمت عبر مئات السنين، من أهمها:1- سوء العلاقة بين الخلافة والرعية ؛ فقد كانت الخلافة تعيش لاهية في ترف وبذخ وتبذير ، وترزح تحت عبْء الخراج والإتاوات ، وعناء الاستبداد؛مما أدى إلى كراهية العامة لأولي أمورها،وامتداداتها في الأقاليم. 2- فساد وضعف الخليفة المستعصم بالله ومحيطه ، وافتقاره للهيبة، مما نتج عنه استخفاف وزيره مؤيد الدين العلقمي به ، زيادة على الخلاف الذي كان بين وزير الخليفة وقائد الجيش الدويدار الصغير. وإنفاقه على الملذات ، –4- ضعف السلطة المركزية في بغداد أدى إلى انفصال الأقاليم والإمارات عنها وزاد في شدة الصراعات الطائفية بين السنة والشيعة. وخاصة في العراق.5- تركيبة الجيش الذي كان في معظمه عبارة عن مرتزقة ( مماليك) ، والذين انصرفوا عن القتال ،وينقسم عصر الضعف والانحطاط إلى فترتين: عصر المماليك ، وعصر الدويلات ، وعصر الحروب الصليبية ، والعصر المغولي ، و يمتد عبر حقبة زمنية تبدأ من 250 من عام 656هـ الموافق 1258م إلى سنة 923هـ الموافق1517م تاريخ استيلاء سليم الفاتح على مصر؛ وأكثر المصطلحات ملاءمة في اعتقادي هو مصطلح " عصر الضعف ".أولا:عصر الضعف (250 من عام 656هـ الموافق 1258م إلى سنة 923هـ الموافق1517م).و ألحقوا الدمار والخراب بكل ما وقعت عليه أيديهم فيها ، فعبثوا بالدماء ، والأعراض والأموال ،وخربوا التراث الفكري والعلمي ، وفي مقدمتها مكتبة "دار الحكمة " وباقي المكتبات ، وهدموا ما صادفهم من عمران ومعالم حضارية، ونشروا الرعب و الفزع والهلع في كل مكان ، فهام كل بغدادي على وجهه يتلو قوله تعالى "يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنتُ نَسْيًا مَّنسِيًّا" ؛ ومن بغداد توجه التتار صوب الشام فاكتسحوا حلب ؛ ودمشق ومدن فلسطين التي أصابها منهم ما أصاب بغداد .ومن حسن الحظ أنه وقبيل أن يجتاح المغول بغداد "كان المماليك قد أقاموا دولة لهم في مصر، وبسطوا سيطرتهم على الشام والحجاز "[1] وهم الذين تصدوا للمغول في طريقهم إلى مصر سنة 658هـ الموافق لـ 1260 وعلى أيدهم ، عمر فروخ ،دار العلم للملايين ، 1989،ط5 - ج3-ص602ن على أعقابهم مدحورين نحو آسيا الوسطى ولكن دون أن ينهي ذلك تهديدهم الذي استمر حتى وفاة تيمورلنك سنة 1404م . ودمشق وباقي المدن العباسية المدمرة نحو الأقاليم العربية والإسلامية التي استعصت على الغزاة ؛ وسَلِمَتْ مِنْ بطشِ المغول والصليبين وفي مقدمتها ؛ الشام ؛ والحجاز؛ ومصر والتي وجد بها الفارون والمهاجرون ملاجئ تأويهم تحت حكم المماليك بالرغم مما كان بين هؤلاء من فتن ومنازعات تضر بالاستقرار و بالأمن والسلم الاجتماعي ومعايش الناس .1-3 أما في المغرب العربي فكانت بداية الهجمات الصليبية متزامنة مع سقوط مدينة طليطلة سنة 478هـ الموافق لـ 1086م ، وحرم على الإسبان مشاركة غيرهم من الأوربيين في الحملات الصليبية على المشرق بقيادة الكنيسة ، وكذلك كان الحال؛ فبدت "الصلة وثيقة بين الحروب الصليبية العامة التي كانت تهدف إلى استخلاص بيت المقدس ؛ والمدن المقدسة في فلسطين ، وبين الحروب الصليبية بالمغرب التي كانت تهدف إلى استرجاع اسبانيا إلى حظيرة النصرانية منجهة ؛ وإلى محاربة الإسلام؛ ومحاولة القضاء عليه من جهة أخرى."ص193[3] وتمكن الصليبيون في الغرب من إحراز النصر الذي عجزوا عن تحقيقه في المشرق؛ لسنة 897 هـ الموافق 2 من يناير سنة 1492 م ؛"ولم تأت سنة 1520 حتى كان كل السحل الغربيللمغرب الاقصى خاضعا لحكم البرتقيز(البرتغال) وتحت سيطرة حصونهم"[4]. 1-4 استنزف الاجتياح المغولي المتوحش ، والتصدي للحملات الصليبية المتتالية والطويلة في الشرق والغرب قدرات الناس ؛ وانضاف ذلك كله إلى أعباء الخلافات والمنازعات والحروب؛ والاضطرابات المحلية التي كانت سائدة ومستمرة بين سلاطين وأمراء الأقاليم المتنافرة المتناحرة حتى بين المماليك أنفسهم داخل مصر ذاتها، فلم تتحسن أوضاع الناس بعد انكفاء المغول يجرون أذيال الهزيمة ؛ واندحار الصليبيين على يد صلاح الدين الأيوبي ،بل راح تدهور الاوضاع السياسية والاجتماعية والثقافية والأدبية يزداد سوءا ، يوما بعد يوم ؛ وعاما بعد عام ، فتعاظمت الكوارث الطبيعة من فيضانات وسيول غامرة جارفة ، تتلوها فترات قحط وجفاف مدمرة ، وانتشرت الأوبئة وعلى رأسها الطاعون ، وتوسعت الفجوة بين الطبقات ، وطالت المظالم جماهير العامة، " و في عصر المماليك كثرت الخلافات والحركات الهدامة وما يتبع ذلك كله من انتشار الأوهام والبدع ومن نشوب المنازعات"[5] . أما في المغرب فيبدأ عصر الضعف بسقوط دولة الموحدين سنة 1269م - كما ذهب إليه مالك بن نبي تؤيده في ذلك الشواهد والأدلة التاريخية والتي خلفتها دويلات ضعيفة وهي الدولة الحفصية ؛ والزيانية ؛ والمرينية . بدأت وجودها متدافعة متصارعة متقاتلة فيما بينها وأنهته كذلك . ومع مطلع القرن السادس عشر الميلادي استغل الإسبان انهيار حكم الزيانيين في تلمسان ؛ ووهن الدولة الحفصية بتونس فاستولوا بقيادة فرديناد على معظم الثغور والمدن الساحلية المهمة في المغرب والجزائر وتونس بين سنوات 910هـ/1505م و917هـ/1511م واستمرت سيطرتهم عليها حتى سنة 1516م حيث استعاد خير الدين وبابا عروج الجزائر العاصمة من الإسبان وجعلاها قاعدة لنشاطهما وجهادهما، ومدافعة الإسبان والأوربيين في غرب البحر المتوسط وتبدأ من سنة 923هـ الموافق1517م ،تاريح حملة سليم الفاتح على الشام إلى سنة 1212هـ الموافق لـ 1798م تاريخ حملة نابليون بونابرت على مصر وهو ما يعرف بـ "عصر الانحطاط" . وسنعرض فيما يلي لكل فتة على حدة.2-2 الحياة الفكرية والثقافية والأدبية في عصر الضعفأ‌- بشكل عام اتصفت الفترة الأولى من عصر الضعف باحترام المماليك للغة العربية ، وصانوا هيبتها من خلال اتخاذها" لغة رسمية في دواوين الدولة.وعلى رأسها ديوان الإنشاء. الذي كان يختار للعمل فيه أبرع أهل اللغة والأدب والكتابة"[6] ونفس الفضل يعترف لهم به إزاء العلماء؛ ورجال الدين الوافدين من بغداد، والبصرة؛ واختيار أَصْلَحَهم لولاية القضاء والتعليم ونحوهما."[7] ص 10 "وقد كان ذلك سببا في رواج العربية، وفي رواج الفصحى داخل الدواوين، وبخاصة في كتابة المراسلات والوثائق العليا، وسببا في ظهور طبقات ممتازة من رجال اللغة والأدب والإنشاء"[8] وهذا أعطى أفضلية للنثر والناثرين على الشعر والشعراء.والتدوين.وفي ما يتعلق بمجال العلم والأدب والثقافة في المغرب العربي؛ فإن الكتب تذكر أن الحفصيين بتونس ، والزيانيين بتلمسان والمرينيين بالمغرب أسسوا بعض المدارس ، والتي كان ينفق عليها في الغالب من مداخيل أملاك وقفية تابعة لها تبرع بها أهل البر والإحسان ، ولكن لم تكن من حيث الكثرة والمستوى على قدر حاجة المجتمع ،و أن الذي سد العجز ،وغطى الحاجة هي الزوايا التي بدأت تتكاثر مع بداية القرن الثامن الهجري ،يؤمها طلاب العلم من كل حدب وصوب، ومن مختلف طبقات وأعراق المجتمع ؛ وازداد نموها وانتشارها مع مرور الزمن وتمحور التعليم فيها حول العلوم الدينية واللغوية ،بالإضافة إلى الزهد والتصوف وبمرور الوقت "تحول كثيرمنها- وخاصة في المدن الجزائرية-إلى ما يشبه مدارس عالية ؛وكان كثير من التلامذة يقصدها من الأماكن لقريبة البعيدة ،2-3 قلة الدواعي والأسباب الدافعة إلى قول الشعر : قَلَّتْ في هذا العصر دواعي الشعر عما كانت عليه في العصور السابقة على الرغم مما سبق ذكره ؛ ذلك لأن معظم ما قام به سلاطين المماليك ووزراؤهم لم يكن حبا في اللغة العربية وآدابها ،وفي مقدمتها استرضاء الشعب العربي المسلم الذي يحكمونه، خصوصا وأن عامة الناس ومعظم السلاطين على وعي تام بحقيقة كونهم زنوج ؛ ورقيق ؛ و نشّئوا تنشئة عسكرية فغلب على طباعهم الميل إلى الخشونة والصلف ؛لا يتقنون العربية ، ويصعب عليهم إدراك معاني الشعر وعناصر الجمال فيه وبالتالي تذوقه فـ" هم أعاجم عن العربية فليسوا إذن على استعداد فطري للإنصات إلى شعرائها والعطف عليهم، وتوجيه الدعوة إليهم ، وعواطف مفتعلة، ومعاني يخترعها الوهم والخيال، وليس من ورائها جدوى ولا طائل عملي؛ وأنهم لا يقدرون حق قدره ،ما يورده الشعراء من مجازات طريفة ، واستعارات وتشبيهات رائعة ،ومعاني مولدة مبتكرة .ص60.2-4 تنافس بعض السلاطين والأمراء والوزراء في إغراء العلماء والمفكرين والأدباء والشعراء ؛ و التفاخر بما يلقونه من خطب وينشدونه من مدائح ،و كل يطمع في تحقيق بغيته : فالسلاطين والأمراء من المماليك يرغبون في توظيف الادباء والشعراء كوسائل إعلام دعائية تنشئ و تنشر وتذيع قصائد المدح والتمجيد والإشادة بمآثرهم الحاضرة ، ومعاركهم الجهادية في حماية الدين والأوطان، بشجاعة وحنكة أفتقدها الناس لدى ملوكهم وقاداتهم العرب و تغطي على وضاعة أصولهم ، وقلة شأنهم في ماضيهم ،وترفع صيتهم ، وتسمو بمقاماتهم على مقامات نظرائهم ؛ وخصومهم ؛ ومنافسيهم ،ورجال العلم والأدب يسعون من جهتهم إلى تحسين أوضاعهم المادية والمعيشية ،وتعزيز مراكزهم الاجتماعية بما يحصلونه وينالونه من عطايا وهبات ومكافآت .2-5 وفرة المساجد ،والمدارس والزوايا ووالكتاتيب رغم ان المماليك كانوا عجما من أصول زنجية إفريقية إلّا أنَّ صِدقَ عقيدتهم الدينية جعلتهم يَحْتَفُونَ باللغةِ العربيةِ ،وهي جديرة "بأن تكون لغة السياسة والإدراة والعلم"[10] و"كان-للمماليك- عناية بوجوه الحضارة ونشر العلم"[11] ، وفتحوا –أبوابها- أمام جميع الراغبين في الاستفادة،كانت الصبغة الغالبة على التعليم و طرقه في مدارس هذا العصر هي الصبغة الفوضوية ؛ في مقدمتها تحفيظ القرآن ،وتفسير، وسير، ،وعلوم اللغة وآدابها ، والرياضيات، والتاريخ والجغرافيا، والحساب والجبر والهندسة، والطب والموسيقى.ازدهار حركة الجمع والتأليف:أحس العلماء والأدباء في مصر، والحجاز، والمغرب العربي بفداحة الخراب الفظيع الذي ألحقه الغزو المغولي التتاري ، وأضرار لا تجبر ؛والعلمية والدينية والتاريخية الملقاة على عاتقهم في جمع ما بقي عالقا بالصدور؛ من آثار استعصت على عوامل الفناء، خاصة بعد أن وفر لهم المماليك الظروف المساعدة من استقرار؛ فبادروا إلى ذلك وأقبلوا عليه بالتدريس والخطابة ، وبالكتابة والتدوين : جمعا ،وغيرها من ألوان النشاط، وزكريا محمد القزويني(ت 682هـ/1283م) صاحب كتاب "عجائب المخلوقات" وغيرهم كثير .خصائص الأدب في هذا العصر .ضعف الشعر : تميزت المرحلة الأولي من عصر الضعف بكثرة الشعراء لكثرة دواعي الشعر وبواعثه ، بالقياس إلى مستوى الأدب في العصور السابقة ، سواء أكان هذا الضعف في المضامين أوفي النواحي الفنية الجمالية ، والمعاني ، والصور، وفي القضايا المطروحة ومناهج المعالجة وأغراض الشعر المألوفة الموروثة من فخر، ومدح، وغزل ، وشكوى وما إليها وجريا على نفس السنن والقواعد المتعارف عليها من قبل دون تجديد. فغلبة التقليد والاجترار لمواضيع مطروقة موروثة بادية هذا قبل أن ينحط مستواه إلى الحضيض بعد أن كسد سوقه ويئس المتكسبون منه والمرتزقون به ،فانصرفوا إلى طلب الرزق من طرق الحرف والمهن الأخرى وانشغلوا عنه بهموم الحياة، ومطالبها المتزايدة ،ولم يعد لهم من الوقت ما يكفيهم لنظمه أو صناعته و تنقيحه وخير من عبر عن هذا الوضع علي بن سودون اليشبغاوي ( ت868هـ) حين قال معتذرا للقارئ عما قد يصادفه من ضعف او أخطاء في كتابه (نزهة النفوس ومضحك العبوس)". فأنَّى ينجو من عثرات ما يهذي به، ومتى يظفر بتنقيح الكلام وتهذيبه؛ مَنْ تضيعُ منه الأوقاتُ في تحصيل الأقوات،في الحقبة الثانية (1617م-1798م)حين أصبح الفخر يدور حول ما اقتناه الشاعر او الممدوح من بيوت أو خدم وحشم أو دواب، وصار الهجاء ينصب على البعوض والفْئران والصراصير وقس على هذا في مختلف الفنون.وهما : تيار الزهد، ويقابله تيار اللهو والمجون ؛مع ضرورة التنبيه وجود ثروة شعرية تكفي لتشكل تيارا ثالثا فيه من هذا ومن ذاك ،يمكن ان نسميه تيار الهزل والسخرية والضحك، وتنحصر أسباب ظهور التيارات الثلاثة في سوء الوضع العام الذي طبع المرحلة وكان من أبرزها الصراع والتنافس على السلطة فكثرت الدسائس والانقلابات السياسية وما صحب ذلك من اضطرابات أمنية أفقدت المجتمع بأسره توازنه ،ودفعت به في دوامة من القلق الشامل، تدهور معه الوضع الاقتصادي ،فانتشر الفقر والفاقة والأوبئة وما افرزته من آفات؛ وأدت إليه من كساد في سوق الفكر والأدب و الشعر بث اليأس وخيبة في النفوس، وثبط الهمم، راسخة بوجدانه ؛ واجه الحرمان بالانقطاع للعبادة والذكر وتعزى بالزهد عن ملذات الدنيا ومتعها ومفاتنها وعبر عن ذلك بنظم قصائد المدائح النبوية متقربا متوسلا، يحث على التحلي بالفضائل واجتناب الرذائل و التمسك بالقيم الدينية والتخلق بالآداب الإسلامية، وبالغ بعضهم فدعا إلى الإعراض التام الكامل عن الدنيا والاستسلام لقدر الله والرضا به والتفرغ للعبادة والتصوف والتنسك ، والتشفع بالأولياء والصالحين. وافحش في القول البذيء ، وصور الأعمال الماجنة الفاجرة الداعرة بشكل فاضح تاباه طبيعة الإنسان السوي ، وطلب الملذات المنحطة بلا حياء ،واعلن عن ذلك ودعا أليه في ثورة وتمرد.فأما التيار الأول فخير من مثله الشاعر البوصيري ، وابن نباتة ، وابن الوردي (ت749هـ) وابن معتوق (ت707هـ) والإمام البرعي (ت803هـ) ومجد الدين الوتري (ت980هـ) والشهاب محمود الحلبي (ت725هـ).والتيار الثاني مثله : صفي الدّين الحلّي : (675- 750هـ / 1276 - 1349 م)والتيار الثالث : شعر النقد الاجتماعي الهزلي والساخر الضا حك الذي يخفي وراءه المعاناة ومرارة العيش ويمكن ان نزعم أن معظم أصحابه وحاملي رايته كانوا من شعراء التيارين السابقين حين حاصرتهم نوائب الدهر و انتابتهم مشاعر الضعف والوهن الانساني ،إلى جانب الشعراء أصحاب المهن كالمعلمين والفلاحين ،والذين كانت البطالة الموسمية تتربص بهم على مدار السنة ، فاتخذوا الشعر هواية وتسلية ووسيلة لقتل الوقت و ليساعدهم على مواجهة شقاءهم بالسخرية منه ، يغلفون آلامهم بالدعابة ، وابن دانيال (ت710هـ) و أبو الحسن الجزار.لا تلمني يا سيدي شرف الدين إذا ما رأيتني قصاباً‏‏لو برزت صورتها في الدجى ما جَسَرتْ تنظرها الجن‏صاموا مع الناس ولـكنهم كانوا لمـن يبصرهم عبرةْوأقبل العيـدُ ومـا عندهم قمح ولا خـبز ولا فطـرةْفارحمهمُ إنْ ابصروا كعكةً في يد طفل أو رأوا تمـرةْ‏ ‏وشاعت في شعر هذه المرحلة الألفاظ الاعجمية من تركية وأمازيغية وغيرها من العامية فهذا أبو الحسن الجزار قال يهجو تركياوكم قابلت تركياً بمدحي فكان لما أحاول منه يحنق‏ويلطمني إذا ما قلت: (ألطن)‏ ويرمقني إذا ما قلت: (يرمق)‏وتسقط حرمتي أبداً لديه‏ فلو أني عطست لقال: (يشمق) .مفردات تركية في شعر الجزار‏ألطن) ومعناها: الذهب. و(يرقق) وتعني: المكافأة.فهذا أبو الحسين الجزار (601 هـ/1204م – 672هـ/1273م ) يتغزل فيقولبـــــذاك الفتــور وهــذا الهيف يهـون عـــلى عاشقيك التلفوقام بعــذري فيـــــك العــذار وأجـــــرى دمــوعي لما وقفوقـــــالوا : بـــه صلف زائد فقلت : رضيـــت بـذاك الصلف فـإن عليك الخلفبجوهـــــر ثغـرك مــاء الحياة فـماذا يضــرك لــو يُرْتشف.والملاحظ أنه رغم ما في هذه الأبيات من طرافة وخفة وتواصل سميائي مع الشعر الغزلي في العصر العباسي ، إلا ان معانيها وصورها مطروقة متداولة ،ومن شعراء المغرب الذين ينطبق على شعرهم ما سبق قوله مالك بن المرحّل (604هـ-1207م/699هـ-1269م) ؛ وقالوا أنت في الحب مدَّعوعندي شهود بالصبابة والأسى يزكون دعـواي إذا جئت أدعــــــيسهادي ،واكتئابي ، ولوعتي ووجدي ، وسقمي ، وأدمعيوعلق حنا الفاخوري على هذه الأبيات بقوله "ليس في هذا الحب معاناة حقيقية ؛ وليس فيه تعير عن تجربة ، وإنما فيه فن وطرافة ،وروعة وأداء، وإن كان قليل الإثارة ؛ ضعيف التأثير في عالم النفس والحس ، فهو يعجب بما فيه من زخرفة بيانية وبديعية ، وبما يمتاز به من رقة وسلاسة وسهولة ؛ ويعجب خصوصا بالطرافة التي يتحلى بها"[15]ولكن حنا الفاخوري تغاضى هنا عن لحن الشاعر وخطئه اللغوي في استخدامه للفعل شكا ، يشكو بالصيغة العامية ، "شكيت" والأصح شكوت؛وفي مجال المدح كان السلاطين والأمراء و الوزراء وأصحاب السطوة هم غاية الشعراء ومقصدهم ومحط ارتحالهم ، يصبغون عليهم ما يعجبهم من الاوصاف المحمودة المتدوالة وتزدهي به سيرهم فيمنحون ،وينال المادحون جوائزهم.شعر الزهد؛ ومن جملة العوامل التي جعلت هذه الأغراض تغلب على شعر العصر المملوكي، الحفصي ،الزياني ، المريني هي كون الزوايا في هذه الحقبة كانت هي الحاضنة الأساسية لتخريج العلماء والزهاد والنساك والمتصوفة في اقاليم المغرب العربي.الشعر التعليمي:ومن العلوم التي كثر فيها النظم علوم اللغة المختلفة" النحو ، والصرف ، والبلاغة " باعتبارها لغة القرآن وهي أجدر العلوم وأحقها بالعناية وبالجمع والحفظ في رأي علماء ذلك العصر من جهة ، كما نظمت إلى جانب ذلك الفرائض، والقواعد الفقهية ، والمنطق، و قوانين الكيمياء (الخيمياء)وتحولات المادة (علوم الهيئة) مع العلم أن خالد بن يزيد بن معاوية الأموي (ت 704 م) أول من نظم ما كان قد عرفه من قوانينها وله " ديوان النجوم، وقصيدة كيميائية، ومنظومة في الكيمياء.وفي عصر الضعف انحصر النظم في العلوم في مجال الحرف البسيطة وصناعة الحلويات والمأكولات. و هي التي تصدر عن السلاطين و الحكام والأمراء وما يتبع لهم من الدواوين والإدارات الرسمية تحمل أوامر وتوجيهات وتعليمات أو مطالب واستفسارات من؛ تتناول الشأن العام ، وكانت هذه الرسائل صورة للحياة الرسمية "[18] وكذلك " مازالت مزدهرة بدمشق حتى استولى عليها العثمانيون سنة 922هـ وأصبحت اللغة التركية اللغة الرسمية للدواوين فيها وفي غيرها من بلدان الشام"[19]. تافهة غالبا كالتعبير عن الأحاسيس والمشاعر الفجة بطرق فجة، ومناظر وأحداث بطرق ساذجة.الفترة الثانية / عصر الانحطاط.وبعد أن تمكن الأتراك العثمانيون من صد آخر حملة صليبية تقودها أروبا ضد المسلمين بين سنتي 1443 م إلى 1444 م تفرغوا لتقوية جيوشهم وتدريبها وتسليحها ثم اتجهوا بها جنوبا وغربا نحو الأقاليم والإمارات والدويلات العربية والاسلامية وفي سنة " 923هـ الموافق1517م " وبعد سيطرة الأتراك العثمانيين على الشام ومصر ومعظم الشريط الساحلي للمغرب العربي وباقي الأقاليم الأخرى التي أخضعوها لسلطانهم شرقا وغربا وشرعوا في ابتزاز أموال الناس :الفلاحين والتجار ؛ وأصحاب الحرف على وجه خاص، والرعية بشكل عام و بالغوا في فرض الضرائب والإتاوات الجائرة ، وزرعوا في النفوس الخوف والرعب ، وانتهجوا سياسة التتريك العام فبدأ انحطاط الأدب حين جفت دواعيه ومنابعه وأدواته، فتسارع تهاويه نحو الحضيض شكلا ومضمونا ، ، وتسلط الخمول على العقول فتصحرت الحياة الفكرية والعلمية والأدبية ،«مِن ملك الملوك شرقاً وغرباً، باسمك اللهم باسط الأرض ورافع السماء. وعن عزمنا مزدجر، فعليكم بالهرب وعلينا الطلب. وسهامنا خوارق، والعساكر لقتالنا لا تنفع، ومن قصد أماننا سلم، فإن أنتم لشرطنا ولأمرنا أطعتم، فلكم ما لنا وعليكم ما علينا، وإن خالفتم هلكتم. وترمي نحوكم شرارها، فلا تجدون منا جاهاً ولا عزاً ولا كافياً ولا حرزاً، فما بقي لنا مقصد سواكم[20]ط5 - ج3-ص6022] الحروب الصليبية في المشرق والمغرب ؛4] نفس الرجع السابق عمر فروخ ،دار العلم للملايين ،بيروت لبنان ؛ 1989،ط5 - ج36] الادب العربي وتاريخه في عصر المماليك والعثمانيين والعصر الحديث ؛محمود رزق سليم ؛ مطابع دار الكتاب العربي بمصر1377هـ-1957م7] نفس المرجع8] نفس المرجع10] المرجع السابق ؛11] نفس المرجع ؛ ص61013] نزهة النفوس ومضحك العبوس، ابن سودون اليشبغاوي، تحقيق د . محمود سالم محمد، ط1، 2001 م . ط1 ؛ 1986ص1011العزيزية,Blog Archiveيوليو (1)نوفمبر (1)سبتمبر (1)مارس (1)فبراير (2)يناير (1)ديسمبر (1)نوفمبر (1)يوليو (2)أبريل (2)مارس (2)فبراير (1)يناير (4)ديسمبر (1)أكتوبر (2)سبتمبر (7)يونيو (1)مايو (1)ديسمبر (3)سبتمبر (4)أبريل (1)مارس (2)نوفمبر (3)أكتوبر (8)سبتمبر (2)أغسطس (1)يونيو (2)أبريل (1)مارس (1)يناير (1)سبتمبر (1)أغسطس (1)يوليو (1)يونيو (1)أبريل (3)مارس (7)فبراير (2)يناير (1)نوفمبر (2)أكتوبر (2)أغسطس (1)يوليو (3)يونيو (1)أبريل (5)فبراير (2)ديسمبر (10)أكتوبر (10)التسمياتالتعليم الثانويblogspot.